وسط زحام الشارع الكبير والبيوت القديمة وما تناثر حولها من محلات على الجانبين، استقرت اللافتة العريقة التى يعادل عمرها، عمر شارع "أحمد بدوى" القديم بشبرا"، وبحروف غطتها الأتربة وظهرت عليها علامات الزمن أعلنت اللافتة الكبيرة عن "شركة إيجيبت فون لإنتاج شرايط الكاسيت"، وهى اللافتة التى بقت فى ثابتة بمكانها غير عابئة بمرور السنوات وقلة الزائرين للدكان الصغير الذى استقر تحتها.
كما لم يتأثر "عم منصور عبد العال" صاحب محل شرائط الكاسيت الأشهر بشبرا، باختفاء الزبائن وانقراض شرائط الكاسيت وأجهزة التسجيل تدريجياً حتى أصبحت سلعة "أنتيكة" تزين فقط فاترينات دكانه الزجاجية التى اكتظت بأجهزة التسجيل والراديو القديمة وملأت أدرفها شرائط الكاسيت، إلى جانب بعض الأدوات الكهربائية التى لجأ إليها "عم منصور" ليستعين بها على معيشته بعد إفلاس سوق الكاسيت.
من "أم كلثوم ووردة وعبد الحليم إلى عمرو دياب ومحمد منير وشرائط الفن الشعبى" جميعها شرائط كاسيت مغلفة بعلب بلاستيكية غطت أدرف دكان "عم منصور عبد العال" الذى قضى ثلاثين عاماً من سنوات عمره الستين كمنتج لشرائط الفنون الشعبية والأفراح، كما كان دكانه واحداً من أهم محلات شرائط الكاسيت والفيديو بشبرا.
"أنا كنت أشهر واحد بنتج شرايط كاسيت فى شبرا" هكذا بدأ عم "منصور عبد العال" حديثه لـ"اليوم السابع" من بين شرائط الكاسيت التى غطت الدكان الصغير "من الأرض للسقف"، "كان زمان إنتاج الكاسيت شغلانة تكسب دهب، وكنت تحس فيها بمعانى الفن الجميل، لما كانت تتجمع الفرقة كلها فى الاستديو ويعملوا الأغنية من الألف للياء، دلوقتى كله خبط ورزع أى كلام".
وعن حكايته مع سوق الكاسيت يقول "عم منصور": بدأت كموزع للشرائط مع شركة "صوت الحياة" وكانت من أشهر شركات إنتاج الكاسيت، ومن هنا دخلت "اللعبة"، فقمت بإنتاج مجموعة من الشرائط الشعبية التى كانت مطلوبة بشدة وقتها، وأنشأت شركة إنتاجى الخاصة وهى شركة "إيجيبت فون".
"كانت شركة "صوت الحياة" لموريس إسكندر وبليغ حمدى، وشركة "زكريا عامر" واستديو "عمار الشريعى" من أشهر الشركات واستوديوهات الصوت وقتها، واستمرت صناعة الكاسيت حتى بداية ظهور ال "cd" وما تبعه من تكنولوجيا الإنترنت و"الفلاشة" وهى دى اللى خربت بيتنا كلنا!"
يحكى عم منصور عن بداية انهيار سوق الكاسيت فى مصر خطوة بخطوة قائلاً: منذ ظهور الإنترنت وإمكانية تحميل الأغانى على "الفلاشة" بدأ سوق الكاسيت فى الركود، حتى وصل الأمر للسيارات التى لم تعد فى حاجة لجهاز تسجيل، وأصبح ال "mp3" بديلاً لكل من الشريط وال"cd".
"مين هيشترى شريط وهو ممكن يسمع 2000 أغنية من غير ولا مليم، بصراحة النت مخلاش" يكمل: "عم منصور" من بين شرائطه التى تحولت لذكرى فنه القديم، واستقرت إلى جانبها الأدوات الكهربائية التى يتاجر بها حالياً كمصدر للرزق بعد أن تحولت شركة إنتاجه إلى محل كهربائى، ويقول "انهيار صناعة الكاسيت قعّد أكتر من 4 مليون فى بيوتهم، من منتجين وموزعين ومهندسين صوت وأصحاب أستديوهات كلها فقلت وفلست"
"أما أنا راجل فكرت كويس، مردتش أرمى الشرايط اللى عندى، وحسيت أن فى ناس مش هتقدر تستغنى عن الشريط اللى اتعودت عليه" يكمل منصور مؤكداً على أن شريط الكاسيت مازال له سوقه وسط "السميعة" على حد قوله، ومازالت أنغام الكاسيت القديم تنبعث من دكان عم "منصور" بجانب أدواته الكهربائية غير حزين لأنه مقتنع بأن الكاسيت فن عظيم وان "دوام الحال من المحال".
من منتج شرائط كاسيت إلى كهربائى..
عم منصور صاحب أقدم محل كاسيت بشبرا: شريط الكاسيت لسه ليه "سميعة"
الثلاثاء، 08 مايو 2012 02:19 ص
عم منصور
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشق الفن
الزمن غادر ياعم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
أنا في حياتي ما اشتريت شريت كاسيت حتى أيام ما كان للشريط شنة ورنة...
...