فى يوم 2 فبراير 2011 الذى أصبح معروفا فى تاريخ الثورات الشعبية العالمية باسم يوم الأربعاء الدامى حدث أن مجموعة كبيرة من بعض أفراد الأمن بالملابس المدنية من بلطجية الخزب الوطنى المنحل اعتلوا كوبرى أكتوبر وراحوا يطلقون الرصاص على شباب الثورة الذين كانوا يقاومون بقطع الحجارة المنتزعة من أرضية ميدان التحرير، وليلتها طلب منى مراسل قناة العربية الحديث عما يجرى، وكنا أمام باب المتحف المصرى والحديث مازال متداولا فى اليوتيوب كشهادة على ما حدث ليلتها من القتل فى ميدان التحرير وحول تمثال عبدالمنعم رياض، فى هذه الليلة قابلت واحدا من ضباط القوات المسلحة، كان الضابط برتبة عقيد يحتمى خلف مدرعة كانت تقف قريبا من باب المتحف المصرى وذهبت له بنفسى، وكان بيننا حديث رقيق للتعارف وأشهد أن الرجل كان غاضبا وحزينا مما يحدث من قتل لشباب الثورة، وأثناء ذلك اقترب منا رجل وقور يرتدى بدلة كاملة وكرافتة «عرفت بعدها أنه الدكتور محمد مرسى فلم أكن أعرفه أو يعرفنى قبل ذلك»، وصافحنى وصافح العقيد وسأله لماذا لا يطلق الرصاص ردا على القتلة فوق كوبرى أكتوبر؟ فرد العقيد بأنه ينفذ الأوامر التى صدرت إليه بمنع إطلاق رصاصة واحدة فى أى اتجاه ومهما حدث حتى لو تم إطلاق الرصاص عليه أو على أفراد قوته، وعاد الرجل الوقور، عاد يطلب منه إطلاق الرصاص فى الهواء لمجرد إرهاب القتلة فرد العقيد بالحرف الواحد: «لو ضربت طلقة واحدة فى الهواء ها نتغربل إحنا وأنتم فى لحظات»، يومها قلت للعقيد، وكان الرجل الوقور يسمعنى، إن ثورتنا سلمية مهما كانت التضحيات، وهنا تعالت هتافات بعض شباب الثورة «سلمية.. سلمية.. رغم قتل البلطجية» ونظرت حولى فلم أجد الرجل الوقور، فقد اختفى وسط المتظاهرين، وفى «مجزرة ماسبيرو» وفى «مجزرة محمد محمود الأولى» وفى «مجزرة محمد محمود الثانية» وفى «مجزرة مجلس الوزراء» كانت الثورة «سلمية.. سلمية.. مصر طالعة للحرية»، بعدها الثورة من ركب ليصل إلى كرسى مجلس الشعب أو كراسى الفضائيات يهرتل بالهرتلة الدستورية والهرتلة النضالية أمام كاميرات الفضائيات، وبعد أن خدعوا الشعب المصرى وساقوا الأغلبية لتقول «نعم» على إعلان دستورى كان «أنشوطة عشماوى» التى خنقت أحلامهم فى الانفراد بالحكم، فنزلوا إلى ميدان العباسية وحول وزارة الدفاع يحملون الرايات الشيعية - الظواهرية السوداء «لم يعرف الإسلام طوال تاريخه أية راية سوداء»، كل هذا لمكاسب انتخابية رخيصة، انتهكوا سلمية الثورة، وبين محاولة جر الشعب إلى مواجهة غير متكافئة وفى الجهة الثانية فى محاولة جر الجيش إلى مواجهة الشعب فى تنافس على من يحكم بنص صريح فى الدستور الذى يستميتون فى الاستيلاء عليه وخططوا لذلك يوم انسحبوا من الميدان وأدانوا الثوار فى «محمد محمود» وتركوهم للذبح، واليوم يتباكون زيفا على ما حدث هناك لابتزاز مشاعر الشعب المصرى وراحوا يلهثون خلف تحالفات مشبوهة لحكم مصر، وبالرغم من كل أكاذيبهم وانتهازيتهم وجرائمهم، وبالرغم من كل أجهزة الأمن والقمع والقتل سوف يدافع الشعب المصرى عن ثورته المجيدة لتبقى الثورة سلمية.. سلمية، لأن مصر طالعة للحرية.. ولا تراجع.. واللهم فاشهد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
اخوان من خونة!