الثورة بكل معانيها هى التغيير للأفضل وتحقيق طموحات وأحلام الشعوب والوصول إلى مستوى مرضى من التقدم والرقى، قامت ثورة 25 يناير ومازالت الدولة تبحث عن إعادة بناء مؤسساتها الدستورية، وفى انتظار المشهد الأخير لتتويج رئيس الجمهورية الذى سيحمل أعباءً جمة ونصب عينيه سقوط النظام السياسى فى عهد مبارك، وأياً كان الرئيس القادم فهو يعى الدرس الذى كان معلمه جموع الشعب الغاضب.
علينا تأصيل ثقافة قبول الآخر واحترام رأى المعارضين فهو يخدم مصلحة الوطن ويصب فى المصلحة العامة.
نقول للمرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة أنت لم تخسر فقد اختارك البعض ولم تحظ باختيار البعض الآخر، وهذا أول درس فى احترام الرأى والرأى الآخر.
على المرشح الذى لم يحالفه التوفيق فى سباق الرئاسة أن يجعل هزيمته الانتخابية نقطة انطلاق لفترة رئاسة قادمة، فمصر الآن لن تكون رئاستها حكراً على أحد بعينه فالشعب سيختار من يحقق أحلامه وآماله وسط حالة من حرية التعبير المنضبطة التى تحترم الآخر.
كل قطاعات ومؤسسات مصر فى حاجة إلى تصحيح ووضع خطط لمعالجة أوجه القصور فى أدائها من أجل الارتقاء بمستوى الخدمة التى تقدمها والسعى إلى تحقيق أهداف الثورة.
فمن يخسر فى انتخابات الرئاسة سوف يكون لديه من المهام الكثير لإنجازها من خلال عمل مؤسسى منظم فاليوم مصر تفتح ذراعيها للأحزاب السياسية التى عليها أن تغير من صورتها السلبية التى ترسخت فى أذهان المواطنين، وأن تتحول إلى كيانات فاعلة تخدم البيئة المحيطة ويشعر بدورها الشعب ويتفاعل مع أعضائها وتساهم فى حل مشكلات المواطن اليومية والسعى وراء المساهمة فى إصلاح المحليات وطرح سبل المعالجة للطرق والبنية التحتية وتنقية مياه الشرب وإصلاح نظام التعليم وتقديم خدمة صحية تليق بالمواطن المصرى واقتراح مشروعات عملاقة لتقليل البطالة وتحقيق نهضة اقتصادية.
وعندما يبرز مرشح الحزب لتولى رئاسة الجمهورية سوف يختاره الشعب عن قناعة بعد أن حقق حزبه على أرض الواقع طموحات وأحلام الشعب.