كنت أود أن أبدأ حديثى لك بكلمة «عزيزى رئيس مصر القادم»، لكنك تعلم تمام العلم أنك لست عزيزا ولا حتى رئيس، اسمح لى أن أقول لك كلمتين، وحتى إن لم تسمح سأقولهما رغما عنك، لأنك من وجهة نظرى غير المتواضعة، مجرد ساتر ترابى تخفى وراءك غرفة مظلمة، تعبث بها الأصابع الخارجية والمصالح الفئوية بحركات تشبه الأفعال الفاضحة، وأنت تعلم أيضا أنك لم تكن يوما مستحقا لرئاسة مصر، خاصة بعد ثورة حاولت بشتى الطرق أن تقتلها أو تستنزفها، لست أكثر من «سعيد الحظ» الذى فاز بقرعة رئاسة الجمهورية، بعد أن اختارك مبعوثو البيت الأبيض، وبارك ترشيحك كهنة معبد الاستبداد.
يا أيها المواطن المشكوك فى وطنيته الذى لا يملك من أمره شيئا، وملكه حظه السعيد وحظنا التعس أمرنا، أنت تعرف طبعا أن تسلمت البلد من أولياء أمرك وسادتك وأربابك، وتعرف الحيل والألاعيب التى مارسها رؤساء فى الغرف المظلمة، لتجلس على عرش مصر، التى تعرف أنها تتأفف من رائحتك، وتأبى أن تخضع لك لأنها شريفة عفيفة أبية طاهرة، أريد أن أبلغك أننا نعلم حقيقتك، ونعلم أنك أتيت لحكم مصر بالتعيين لا بالانتخاب، وأن أولياء أمورك وضعوك ها هنا لتسمع كلامهم وتطيع أوامرهم، وإننا نعلم أن الفترة الانتقالية التى أعقبت الثورة، لم تكن شريفة ولا نزيهة، كما نعرف أن مسرحية الانتخابات لم تقنع أغلب المشاهدين بها، وأنك على الحافة ولا تحتاج إلا مجرد «نفخة» لتقع أنت وأربابك عما قليل.
أنت الآن تراقب الصناديق وهى تحشر بالأصوات، ولن أحدثك بالطبع عن عمليات التسويد التى وقعت من أجلك، ولن أحدثك أيضا عن المؤسسات العفنة التى ساندتك وأيدتك وخططت لفوزك بالرئاسة بعد تمثيلية الانتخابات، فأنت أعلم بها منا، وأعلم بجرائمك التى فعلتها من أجل أن تصل إلى ما أنت فيه، فكن على علم بأننا على علم، وأن مصر كما قال عبد الرحمن الأبنودى «عارفه وشايفة وبتصبر.. لكنها فى خطفة زمن تعبر وتسترد الاسم والعناوين.
أيها الرئيس سعيد الحظ، يا من تم اختيارك بعناية لتمثل دور الرئيس، ونحن نعرف أن مسلوب الإرادة فاقد الرؤية ناقص الأهلية، فى نشوة إحساسك بالنصر ونشوة تمتعك بعدد الأصوات أريد أن أبلغك أن مسرحية الانتخابات لم تدخل علينا، وأننا نعرف أنك تعرف أننا لم ننتخبك ولم نخترك، وأن الذى أشرف على عملية اختيارك، وسيعلن اسمك رئيسا هو من تسبب فى نكسة مصر عاما بعد عام، وهو من تسبب فى موت المصريين فى البر والبحر، وهو من تستر على جرائم مبارك وعائلته ورجاله، وهو من حارب الثورة بكل ما أوتى من قوة، وهو من أفسد القضاء وأهدر كرامتنا وفصل دستورنا وخرب قوانيننا وأعطب مؤسسات الدولة بأكملها، وهو أيضا من طبخ الاستفتاء الملعون على التعديلات الدستورية، وهو من زور انتخابات مجلس الشعب وهو من هرب الأمريكان المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى، وهو اتهم بالفساد والرشوة والتزوير مرة بعد مرة، وهو من خالف القانون والدستور فى الانتخابات، فلا تصدق نفسك وتحسب أنك رئيس حقيقى، واعلم تمام العلم أن الثورة القادمة بإذن الله لن تتركك.. ولا أنت ولا من أتوا بك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ليزك
عن من تتحدث جهينة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد ماهر
.
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا سمير
للأسف