اختلطت كل الأشياء وصارت فى حالة هلامية غريبة غير متجانسة وغير قابلة للتفاهم وغير مستعدة للاندماج مع الأخرى، غاب الحوار لم يعد له مكان وسط غوغائية منتشرة حيث أصبح كل شخص يعيش فى جزيرة منعزلاً عن الآخر وصار كل أحد يجيد الفتوى فى كل المواضيع وكل القضايا.. كأننا أصبحنا فى مولد.. مولد وصاحبه غايب.. إحساس الناس أنه لا يوجد كبير، شىء خطير جعلهم يتمادون فى أخطائهم.
فبعد ثورة 25 يناير كان من المفترض أن يتغير سلوك الناس وتتواصل أحلامهم مع معطيات فترة زمنية جديدة مليئة بالأمل وبعيدة عن التوتر والتشويه والشائعات فإذا بنا نجد أنفسنا فى بوتقة من الاحتجاجات والثرثرة الكاذبة والأصوات المتنافرة التى لا تتلاقى إلا فى الصدام وحده.. ولا نعرف بعدها سوى العشوائية.. وكأننا فى حوار طرشان.. كل إنسان يتكلم ولا أحد يفهم الآخر.. حتى لقد تغيرت اتجاهات الجمهور واختلفت اتجاهاتهم وثقافتهم وأهواؤهم حتى صارت الأصوات العالية واحة من التجريد العبثى العجيب الذى ربما لم تعرف مصر حالة مثلها.. فمتى ينفض هذا المولد..؟! مولد الفتاوى العجيب.. مولد التساؤلات.. وإلى أين يسير البلد؟! كنا نشكو من استبداد نظام مبارك.. فأرجو ألا يكون هؤلاء الساعون لإلغاء الاستبداد.. هم أكثر استبداداً وتعنتا وتمسكا بآرائهم دون لغة الحوار.
أكتب هذا المقال ونحن فى أشد حالات الترقب.. حيث ننتظر نتائج انتخابات الرئاسة، أول رئاسة للجمهورية بعد ثورة 25 يناير والتى نترقب أن تكون بداية استقرار.. نجتمع حولها وحول المرشح الجديد، أو -الرئيس الجديد- ونعيد إلى مائدة الديمقراطية اللغة التى أهملناها شهوراً طويلة وسنوات.. لغة الحوار التى بها يمكن أن نصل إلى أرقى حالات الوطنية والقومية وبها نشيد الوطن من جديد ونعطى لأنفسنا الفرصة لأن نرسم خريطة طريق واحد.. نمشى خلفه دون فرقة.. ودون ارتجاف ودون ثرثرة بلا معنى.. ما وصلنا إليه يحتاج إلى تجميع.. لا تفريق.. نحتاج معه إلى إصلاح حقيقى وليس إلى فرقعة كلام أو زوبعة فضائيات.. الكل فى حيرة هل نكون دولة مدنية؟! أم دولة دينية؟! وكلا الافتراضين كأنهما لغز.. ومع هذا اللغز يتعاظم الصدام بين الأطراف - العلمانيون ضد الإسلاميين.. وأعضاء حزب الحرية والعدالة يشتبكون مع السلفيين ثم يتفقون ثم يختلفون.. وكأن المسألة مسألة الفوز بمزيد من المقاعد ومزيد من جوانب الدولة ومؤسساتها التنفيذية والقضائية والاستشارية.
فى وسط هذه الصراعات الكل يجرى ليحصل على التورتة، وعلى أكبر قدر من المكاسب.. ومصر أبداً لن تكون مجرد تورتة ليطمع فيها الطامعون.. فكلنا أبناء وطن واحد ولن نحتمى إلا بأنفسنا ولن نكون إلا بالتماسك ولن نصل إلا من خلال التكاتف على كلمة سواء.. مصر التى نريدها من اليوم.. مصر الجديدة النابضة بالحب للجميع التى لا تعرف الفرقة ولا تعرف الصدام فقط تعرف لغة الديمقراطية ووداعًا للديكتاتورية بكل أشكالها وبكل مفرداتها وبكل قادتها السابقين، نحن مجتمع جديد ننهض من خلاله.. نريد مصر لا التى عرفناها خلال شهور الانقسام بل مصر الموحدة القوية الصامدة.. مصر أم الدنيا..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
المحامية الشبراوية
المولد انفض يا عم
عدد الردود 0
بواسطة:
شفيق عبد ربو
إلي كاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
اي كلام
وايه اخبار الجمل ياعم الحاج ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مقال محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
د. منال الصاوي
سينفض المولد لما المدام تبطل رقص
عدد الردود 0
بواسطة:
المحامية الشبراوية
الى تعليق 4
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الى المحامية الشبراوية
عدد الردود 0
بواسطة:
المحامية الشبراوية
أختى مصرية
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
اختى المحامية الشبراوية