تابعنا جميعا أحكام المحكمة الدستورية المتعلقة بقانون العزل وقانون مجلس الشعب، اللذين نتج عنهما حل مجلس الشعب وإتاحة فرصة لشفيق لدخول جولة الإعادة التى بدأت أول أيامها مع كتابة تلك السطور، والسؤال الشاغل فى الشارع المصرى ما هو القادم؟ ما الذى ينتظره المصريون خلال الفترة القادمة، أعتقد أننا سنكون بإزاء إعلان دستورى مكمل يتناول الجهة التى سوف يقسم أمامها الرئيس القادم القسم الدستورى، وأيضا ستحدد إلى أى جهة ستذهب السلطة التشريعية، وربما ينال الإعلان أيضا المادة 60 من الإعلان الدستورى التى تتعلق بكيفية تشكيل الجمعية التأسيسية، وما أعتقده وأؤمن به أننا نحتاج إلى قدر من التهدئة والتعقل لمحاولة قراءة الأمور كما يجب أن تكون، كما يجب أن أؤكد على ضرورة احترام نتائج الانتخابات الرئاسية على اعتبار أنها تعبير عن اختيار المواطنات والمواطنين بغض النظر عن آرائنا التى قطعا تتعارض كليا مع كلا المرشحين.. أعتقد أننا بإزاء مجموعة من السيناريوهات سنحاول استعراضها خلال المقال، محاولين قراءة القادم على أرض الوطن، أعتقد أن السيناريو الأول هو فوز الفريق أحمد شفيق وهنا يثار السؤال ما الذى سوف يفعله الإخوان؟ فى رأيى المتواضع الإخوان لن يصعدوا ضد شفيق بل سيحاولون أولا الحفاظ على تماسك التنظيم، حيث إن قيادات الإخوان أضحت على المحك خاصة بعد حكم حل البرلمان، وهو الذى أثبت فشل قيادات الجماعة الحالية التى أدارت المرحلة بشراكة مع المجلس العسكرى بشكل يوحى بوجود صفقة ما بينهم، ثانيا سيحاول الإخوان إعادة تجميع قواهم مرة أخرى لكى يخوضوا معركة شرسة منتظرة خلال بضعة أشهر فى البرلمان القادم.
هذا على مسار الإخوان، أما على المسار الثورى المدنى أعتقد أنه سيكون فى موقع التشكك ومحاولة استيعاب صدمة وجود شفيق، والذى لم يكن الثوار يوم رحيله عن الوزارة يتخيلون أنه ربما يكون حتى مرشحا فى الانتخابات البرلمانية وليس رئيسا للجمهورية، وبعدها أعتقد أن الثوار سوف يتعلمون الدرس، والذى يكمن فى ضرورة التحزب داخل أحزاب سياسية تمارس درجات قصوى من الضغط السياسى على شفيق بحيث يكون موازيا لمسار ضغط الشارع، السيناريو الثانى هو فوز محمد مرسى أعتقد أنه لو تم ذلك فسيعطى الإخوان قبلة الحياة مرة أخرى وسيعيد لهم اتزان المعادلة، خاصة أن من حكم المؤكد أنهم لن يحصلوا على نفس نسبة البرلمان السابق، وأيضا بعد ضياع حلم الانفراد بالدستور، وهى ضربة أصبحت فى حكم المؤكد أيضا رغم عدم حل التأسيسية حتى كتابة تلك السطور، الثوار وقتها سيشعرون أنهم انتهوا من نظام مبارك للأبد، وبالتالى سوف ينتقلون إلى مرحلة النضال ضد الفاشية الدينية، وهو بالمناسبة المنطق الحاكم لدى كثير من الثوار الذين دعوا للتصويت لمحمد مرسى، وبغض النظر عن أى منهما الفائز أو السيناريو الذى سوف يحدث فإننى بشكل عام أدعو الناس إلى التفاؤل حتى وإن بدت لنا الأمور ظلامية وسوداء لأننا لا نملك إلا التفاؤل.
عدد الردود 0
بواسطة:
مراد
مراد