كل واحد يختار المؤامرة التى تريحه، ويوظف الشائعات حسب رؤيته، فالشائعات أكثر جاذبية، وتحوى خيوطا تبرر المؤامرات وتمنحها حبكة وإثارة، وخلال الأيام الأخيرة استخدم كل طرف فى اللعبة قدراته على نشر وترويج الشائعات، متهما الأطراف الأخرى بأنها تروج شائعات.
أعلن الدكتور محمد مرسى فوزه بالرئاسة قبل انتهاء الفرز قبلها أعلنت حملة مرسى أنه الرئيس وأى نتيجة أخرى تعتبر تزويرا، وبعد الإعلان اتفق كل خصوم شفيق مع رؤية مرسى بصرف النظر عن صحتها أو خطئها، حملة شفيق خرجت بعد ساعات لتعلن نجاح شفيق. وردت حملة مرسى بما قالت إنه وثائق الفرز.
بدأت اللعبة فى وجه آخر، اللجنة العليا تنتظر للنظر فى الطعون، وهذا الانتظار يفسره كل طرف على هواه، خصوم الجماعة على أنه لصالح مرسى ويصلون فى تحليلاتهم إلى أن أمريكا تريد مرسى، بينما الشائع أن إسرائيل وأمريكا يريدان شفيق حسب حملات مرسى الإعلامية.
الحديث عن المؤامرات لا يتوقف، كل طرف يفسر الأمر حسب أمنياته فقد تم تفسير التحركات العسكرية ونشر قوات الجيش على المداخل والمخارج والمنشآت الحيوية على أنه بداية لانقلاب عسكرى، أو انقلاب لصالح تولية أحمد شفيق. إذا أضفنا حكم الدستورية بحل مجلس الشعب، والإعلان الدستورى المكمل، وتشكيل مجلس الأمن القومى. غذى هذا الطرح تصريحات ساخنة من الإخوان ضد الإعلان وضد حل المجلس، مع مظاهرات فى التحرير.
عاد الإخوان إلى التحرير ليطلبوا دعم الثوار ووحدة الصف، وهو أمر انقسم حوله الميدان، هناك من رأى أن الإخوان يطلبون الميدان بعد أن تخلوا عنه، ويستخدمون المجموع للضغط وسوف ينصرفون إلى طريقهم غير ملتفتين.
المظاهرات فى الميدان والمفاوضات خلف الجدران. البعض رأى أنها ضمن لعبة عض الأصابع بين المجلس العسكرى والجماعة. وأن التصريحات الساخنة من قيادات الإخوان، والتسريبات عن لقاءات الكتاتنى مع المجلس العسكرى، ثم نفيها من أطراف أخرى، يجعلها بين الواقع والخيال. ويسمح بمساحة من المؤامرات والتفسيرات
.
فى نفس الحزمة التصريحات والتهديدات عن رفض الإعلان الدستورى ورفض حل البرلمان، ثم تصريحات من خيرت الشاطر تهدئ وتستبعد خيار التصادم. لتفتح مجالا جديدا لتفسيرات أخرى عن اتفاق بين المجلس العسكرى والجماعة وتقسيم أدوار من أجل تمرير الإعلان والحل مقابل الرئاسة لمرسى.
وقبل أن تنتهى من هذه المؤامرة، ستجد فى انتظارك أخرى تقول إن التأخير فى إعلان النتائج هدفه إعلان شفيق رئيسا وأن الأمر كله حساب لرد الفعل هنا وهناك.
كل واحد ينام على المؤامرة التى تريحه، لكن الأهم أن القضاء انقسم سياسيا بين فريقين، وأصبح لدى البعض رغبة فى التجاوز عن تزوير الطرف الذى يؤيده، رافضا أى خطأ لدى الطرف الذى يرفضه. والضحية هى الحقيقة والأبرياء الذين يتحولون إلى كومبارس فى مسرحية مكررة لكنها لا تفتقد التشويق.