سامح جويدة

الغيبوبة والوحش والأربعين حرامى

الإثنين، 25 يونيو 2012 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الواضح أن علينا أن نسأل «حمام طرة» نفسه ماذا حدث لمبارك لنعرف ماذا أصاب الرئيس المخلوع، فهل هو سر صحى أم أمنى أم مناورة عسكرية.. علينا أن ننتظر تصريحا من القاعدة أو من البلاط طالما الكبار يظنون أننا أطفال لا يصح أن يعرفوا كل شىء. لذلك تملأ الشائعات حياتنا السياسية كما تملأ الخزعبلات الأفكار الطفولية، فلن تفرق بين الأيادى الخفية وبين أبو رجل مسلوخة، ولن تميز بين علاقتنا بالحكم العسكرى وبين علاقة الأميرة النائمة بزوجة أبوها.. فالساحرة الشريرة أدخلت الأميرة فى الغيبوبة بالتفاح والمخدرات، بينما دخلنا الغيبوبة بالقوانين والانتخابات الفرق الوحيد أن «سنو وايت» أفاقت من الغيبوبة على وجه فارس مخلص جميل.. بينما علينا أن نفيق إما على وجه الوحش أو بين الأربعين حرامى..

لذلك نفضل ألا نفيق وأن نعيش فى الغيبوبة العسكرية للأبد طالما أن المنقذ إما الإخوان المتسلطون أو فلول الوطنى «الوطيين».. وبين قبح هذه الملامح لا يمكن أن نعيش مثل الأميرة فى تبات ونبات ونحسن الاقتصاد ونطور العشوائيات.. بل علينا أن ندخل كل يوم فى صراع جديد ومعارك همجية بين الطرفين.. لذلك يبدو أن وضع الغيبوبة اختيار مثالى للكثيرين الذين يرفضون أن يصوموا كل هذا الوقت ليفطروا على بصلة.. أما مشجعو الطرفين فلهم الله أو لهم مصالح لا يعلمها إلا الله. ولكن الخوف أن يتحول العبث إلى حرب أهلية باسم الدين والثورة أو باسم الحرية والمدنية وكلها شعارات لذيذة تغلف مصالح خبيثة.. على أى حال لا أحد يعلم متى ينتهى هذا الصراع وإلى أين تصل بنا المرحلة الانتقالية.. المصيبة أن عبث السياسة ينتقل سريعا إلى الشارع وكأننا مجتمع يجلد ذاته ويعاقب نفسه على سلبياته السياسية، ففى الأيام القليلة الماضية زادت معدلات الجريمة وأعداد البلطجية وتزايدت حالات الانفلات الأمنى فى كل المحافظات، حتى أصاب الناس الرعب بعد التحسن النسبى لأداء الشرطة والصراخ الملحوظ لسيارات «الأتارى».. فهل يعاقبنا المجرمون على عقمنا السياسى وانقسامنا خلف الوحش أو الأربعين حرامى.. الأمر يذكرنى بنكتة عن زوجة قبيحة جداً متزوجة من رجل بخيل جداً فكلما عايرها الرجل بدمامة سحنتها قالت له «تستاهل».

فهل «نستاهل» بالفعل هذا الوجه الكارثى للجريمة والانفلات العام والتسيب الذى يترصد بالمجتمع مع كل خطوة سياسية فاشلة فى مرحلتنا الانتقالية التى تبدو الآن بلا نهاية... أم علينا أن نعترف بالحقيقة المرة وبأن القبح منزرع فينا، وأننا لسنا بجمال الأميرة النائمة و«نستاهل» المرحلة الانتقالية المنيلة بنيلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة