انتهت الانتخابات الرئاسية، وعن نفسى، لا أجد كلمات أوجهها لك سيادة الرئيس المنتخب إلا تلك التى وجهها الفلاح المصرى القديم إلى الحاكم، وأتمنى أن تعيها وأن تعمل بها..
أيها الرئيس المترفع عن الصغائر
أنت الذى يقاوم الجشع ويقيم العدل
أنا ذا أتكلم، فاسمع: أقم العدل
أتريد أن تكون من أهل الأبدية؟
أليس العار أن الميزان مائل
ومقيم العدل منحرف
والمحققين يقتسمون المسروقات
ومن عليه مكافحة الفقر يزيده والبلد بلا حول يغرق فى بحره
ومن عليه محاربة البؤس يتسبب فى الكوارث
ومن عليه الحكم بالقانون يقود عملية النصب، من يقاوم الشر إذن؟
من يرى صار أعمى
من يسمع أصبح أصم
ومن يقُد منقاد
*
تصرف كما يُتوقع منك
عندما ينظر الملاح للأمام يوجه السفينة حيثما يشاء
كن ملجأ ولتكن ضفتك آمنة
انظر، ها هى مدينتك مرتع للتماسيح
أوقف السارق واحم الفقير
فلا تكن كالطوفان ضد السائل
عاقب من يستحق العقاب ولن يعادلك أحد فى عدلك
لا ترد الخير بالشر ولا تحل أحدهما محل الآخر
*
توازن الأرض هو تحقيق العدل
لا تقل الكذب لأنك الميزان
لا تخطئ لأنك الصواب
انظر، أنت والميزان واحد، يميل بميلك
لا تنحرف عن الطريق المستقيم وإلا انقطع حبل الدفة
لا تسرف
وليكن لسانك المؤشر المستقيم للميزان
والمثقال قلبك
وشفتاك ذراعى كفتيه
عندما تتجاهل المعتدى، من يقاوم الشر إذن؟
*
الأمان منعدم فى البلاد
كن متسامحا، وأظهر الحقيقة
لا تكن متكبرا بسبب قوتك حتى لا تصل إلى الشر
لا تسلب الصغير ممتلكاته
أنفاس الفقير هى ممتلكاته ومن يسلبها يخنقه
لقد جئت لتسمع الشكوى، ولكى تفصل بالحق بين المتخاصمين
ولكى تطارد اللصوص
انظر حولك
تجد فاعل الخير محض لص
وحارس الأمن مشاغبا
والوديع معذبا
والنصاب يتكلم عن العدل
يجب أن تكون مثلا أعلى للناس
البستانى الشرير الذى يروى حديقته بالخطيئة
ستثمر بالأكاذيب وتغمر التعاسة حديقته
*
كن طيبا
لأن العدالة تدوم للأبد، فهى ترتفع مع مقيمها عاليا فى مملكة العالم الآخر وسيدفن معها
ولا يمحى اسمه من على الأرض وسيذكره الناس بالخير
كن ميزانا لا يميل
كن ميزانا لا يختل
قل الحقيقة وأقم العدل فهو عظيم وباق
والجميع سيواريهم التراب