قبل معركة الإعادة كانت التيارات والائتلافات السياسية فى حالة نشاط، عشرات الاجتماعات والمؤتمرات والاتفاقات والتعهدات، شارك فيها عشاق الكاميرات، ونجوم السياسة والفضاء، تحدثوا عن وحدة الصف والتوافق والاصطفاف والوصول إلى حلول للأوضاع. وما إن تم إعلان نتائج الانتخابات وفوز مرسى، حتى اختفت حالة الاصطفاف وظهرت حالة الاشتياق والانشقاق، وعاد كل تيار أو فرد لنفس حالته السابقة من الطمع السياسى والاشتياق للسلطة، الإسلاميون يطالبون بأغلبية المناصب، ونجوم الأضواء يطلبون موقعا فى الكعكة، ووجدنا أنفسنا أمام معارك فرعية اندمج فيها نشطاء أو خطباء، فهذا يعقد مؤتمرا يعلن فيه أى حاجة، وذاك يشن حربا على طرف آخر، أى أننا عدنا إلى المربع الأول.
ومن شكل وحجم المعارك الهلامية نكتشف أن شيئا لم يتغير، طماعون ومشتاقون وعبيد كاميرات، لا يهمهم توافق أو دستور أو اصطفاف، فقط تهمهم صورهم فى الإعلام. سواء منهم من شاركوا فى حملات دعم الدكتور مرسى للرئاسة، أو من صدعونا بالحديث عن الاصطفاف، وعقدوا اتفاقات باسم الشعب والشهداء، كلهم نسوا الدستور والتوافق والمصالحة الوطنية، وتفرغوا للبحث عن دور فى السلطة وتحت الضوء.
بعضهم لم يصلهم أن النتائج أعلنت وأن عليهم أن ينصرفوا إلى عمل مفيد، طالما أنهم كانوا يدعمون مبدأ وليس شخصا، لانزال نرى هذا الخطيب أو ذاك يصرح باسم الرئيس أو يهاجم خصوما وهميين، يكررون نفس حالة «التصريح» على الذات وادعاء البطولة، ولا نقصد فقط صفوت أو حازم أو غيرهما ممن عينوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب وتعجبهم صورهم فى الكاميرات، بعضهم يريد أن يعاقب نصف من صوتوا لأحمد شفيق، أو من يترك الميدان ويذهب فقط عند حضور الكاميرات ليلقى كلاما ساخنا بلا معنى، ومثل صفوت وحازم هناك نجوم ومحترفو كاميرات من المرشحين الخاسرين للرئاسة والنشطاء الذين نسوا الاصطفاف والتوافق وتفرغوا لتسريب أخبار عن ترشحهم لمناصب وزارية أو مكان فى الصورة الجديدة.
فى التحرير هناك معتصمون لا يتفقون على أهداف واضحة، فالإخوان غادروا الاعتصام بعد فوز مرسى، وبقى محترفون، ينتظرون منصبا أو موقعا، يزعمون أنهم يساندون مطالب الثورة بينما هم يتخذون الاعتصام ستارا لدعم مطالبهم، ينتظرون الثمن منصبا أو مكانا، أما حلفاء الرئيس السابقون فقد نسوا ما قيل عن أنه ترك الجماعة والحزب وأنه رئيس للمصريين، ومازالوا يصرحون باسمه ويتفاوضون باسمه، ويطاردون الرئيس بمطالبهم ويبتزونه بمطالبهم التى يزعمون أنها مطالب الشعب، ولا علاقة لهم بغير أنفسهم، ويتعاملون مع الوزارة كما تعاملوا مع التأسيسية على أنها فريسة يريدون أكبر نصيب منها، يتجاهلون أن المناصب يفترض أنها للأكفأ وليس لأعضاء الحملات الانتخابية.
أما محترفو الأضواء من نجوم النخبة فقد عادوا إلى سابق عهدهم، نخبة لن تتغير تدور فى نفس الدائرة، نسوا التوافق والاصطفاف والدستور، وتفرغوا للاشتياق والخطب والمؤتمرات. وصورهم فى الإعلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
دستور يا سيادنا