خالد صلاح
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الحل السحرى.. أساساً لا يوجد حل سحرى
الإثنين، 04 يونيو 2012 07:56 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الآن يبحث الجميع عن حل سحرى، المتظاهرون الغاضبون على الأحكام المذهلة والصادمة على رجال مبارك، يطالبون من قلب الميدان بحل سحرى اسمه «المجلس الرئاسى»، إنها المرة الرابعة تقريبا التى تنطلق فيها هذه الدعوات نحو هذا المجلس، أما الإخوان فيرون أن هذه الفكرة باطلة، إذ لا يمكن اختيار فريق للرئاسة بلا انتخابات، بينما الانتخابات الآن فى صالح الإخوان بالكامل، الجماعة ترى أن الحل السحرى هو فى استكمال الانتخابات «الآن.. الآن وليس غداً»، لشعورهم بأن فرص الدكتور محمد مرسى قد تتصاعد بعد غضب الناس من براءة قيادات الداخلية فى محاكمة قتلة الشهداء، فالحل السحرى عند الإخوان ليس كالحل السحرى عند شركاء الميدان من سائر قوى ثورة يناير.
أما الحل السحرى عند حملة الأستاذين حمدين صباحى، وخالد على فيمضى فى طريقين، أولهما المجلس الرئاسى الذى سيكون الأستاذ حمدين، والأستاذ خالد شريكين فيه بالقطع، والثانى هو إعادة الانتخابات الرئاسية مرة أخرى بأى وسيلة قانونية أو ثورية، لتتجدد فرص الحل الأكثر سحرا بالفوز بالرئاسة، الأستاذ حمدين صاحب فرص أكبر بالتأكيد، خاصة إذا تم تطبيق قانون العزل على شفيق، وهكذا يقترب الحل السحرى عند حمدين وخالد على من الحل السحرى عند نشطاء الميدان، بينما يتصادم هذا مع الحل عند الإخوان الذين لا يرون بديلا عن استكمال الانتخابات حتى النهاية.
هذه الحلول السحرية لا علاقة لها بالحل السحرى عند المجلس العسكرى، فالمجلس ليس لديه نية التراجع عن عقد الانتخابات، والحل السحرى عند قياداته، هو أن يأتى يوم الاقتراع فى موعده، ويذهب الناخبون إلى الصناديق، شاء من شاء وأبى من أبى، ويعتقد المجلس العسكرى أنه لا يمكن لأى قوى غاضبة من نتائج الانتخابات، أو تبحث عن حل سحرى فى الإعادة، أن تعرقل هذه المسيرة، أو تستثمر الغضب على الحكم فى قضية مبارك لتوجه الناس فى الطريق المعاكس للتصويت، ومن الأفضل للمجلس العسكرى أن يكون اختيار الناخبين الأول هو الفريق أحمد شفيق، ومن ثم يتجاور الحل السحرى للإخوان مع الحل السحرى للمجلس العسكرى فى أن كليهما يريد الانتخابات، لكن كلا منهما يتمنى اختيارا مختلفا، الإخوان لمرسى طبعا، والمجلس لشفيق دون شك، ودون حاجة إلى تصريحات خاصة، أو مصادر مطلعة لتكشف النوايا، حتى وإن كانت القوات المسلحة وقفت، كما تقول، على مسافة ثابتة بين المرشحين، فإن يقين المجلس أن شفيق هو الاختيار الأفضل كرجل دولة، ينتمى إلى هذه المؤسسة، وتتوافق حلوله السحرية للبلد مع نفس التصورات للحلول السحرية فى المجلس العسكرى.
أما الحل السحرى للقوى الثورية الأكثر غضبا، هو طبعا فى أن «يسقط حكم العسكر» كما هو الهتاف بين كثير من النشطاء فى الميدان، وهذه القوى حلولها السحرية حالمة إلى الحد الذى تريد أن تتخلص فيه من المجلس العسكرى ومن الإخوان ومن الفلول ومن الأصوات التى ذهبت للفلول فى ضربة واحدة، هكذا على نحو ساحر، وكأن «ديفيد كوبرفيلد» هو الذى يدير الملف السياسى فى مصر لصالح هذه المطالب.
ومن ثم يبدو هذا الحل السحرى الرومانسى لبعض الثوريين متعارضا أيضا مع الحل السحرى عند الإخوان الذين يرون أن جزءا من استقرار محمد مرسى فى الحكم حال وصوله إلى الرئاسة، ألا يتخلص من حكم العسكر، بل أن يبقى العسكر فى صفه إلى الأبد، أو على الأقل حتى استقرار الجماعة فى مختلف المؤسسات.
كل هذه الحلول السحرية متعارضة، بينما الحل السحرى عند الناس، هو أن تصل البلاد إلى الاستقرار والديمقراطية والحريات واحترام القانون، هذا ليس حلا سحريا فى الحقيقة، لكنه حل طبيعى ومطلب مشروع، بل هو المطلب الوحيد المشروع من بين كل المطالب الكبرى والحلول السحرية للجميع.
هل يمكن أن نتوقف عن مطاردة الحلول السحرية، لنبحث فقط عن مجموعة حلول طبيعية وعادية وعادلة وبسيطة، فالعودة لدولة القانون ليس حلا سحريا، والعودة إلى الحوار الوطنى والتنسيق والتعايش ليس حلا سحريا، والعودة إلى أجندة الأولويات الحقيقية للناس ليست حلا سحريا، والتفكير لإنقاذ هذه الثورة وهذا التغيير الكبير فى مصر عبر توازن المكاسب بين الجميع ليس حلا سحريا.
مصر تريد حلولا عادلة، بينما كل الذين يتكلمون باسمها يريدون حلولا سحرية، وأخشى أنه لا يمكن لأى ساحر هنا أن يحقق كل ما يريد، وأخشى أن يأتى وقت ينقلب فيه السحر على الساحر، وينقلب الشارع على الجميع.
ابحثوا عن حلول عادلة وعادية وطبيعية.
رجاء.
مشاركة