مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الراجح عندى أن فكرة المجلس الرئاسى لن تحظى بقبول من الإخوان المسلمين، فالدكتور مرسى قد يفكر كثيرا، إن كان مضطرا إلى هذا الاختيار، فى الوقت الذى ترجح فيه كفته فى الإعادة فى مواجهة الفريق أحمد شفيق، والدكتور مرسى قد يسأل نفسه هل كان شركاؤه فى الثورة سيطرحون مشروع المجلس الرئاسى فى حالة ما إذا كانت الإعادة بين حمدين وأبو الفتوح، أو بين أحدهما فى مواجهة الفريق شفيق.
والعدالة تقتضى الاعتراف بأن هذه الفكرة لم تكن لتولد من الأساس لو أن حمدين دخل الإعادة أو أن أبو الفتوح حالفه الحظ فى الفوز بصدارة المواجهة، فكرة المجلس ولدت يقينا لأن الإعادة تجرى الآن بين «الإخوان» و«النظام السابق»، والاختياران كلاهما أصعب من الآخر فى أعين هؤلاء الذين يخافون على مشروع التغيير فى قلب الميدان.
الإخوان ليسوا لاعبين صغارا وليسوا سياسيين سذجا ليقبلوا بأن يتقاسموا كعكة كبيرة صنعوها بأنفسهم لأنفسهم، فيما كان هؤلاء الذين يطرحون مجلسا رئاسيا الآن يتنافسون على انتصار خاص فى الجولة الأولى، وأداروا ظهورهم لكل صور التحالف والتنسيق «بكل أسف».
لسان حال الجماعة الآن يقول: لماذا أدفع أكثر إذا كان باستطاعتى أن أدفع أقل، فما الذى يجبر الإخوان على تقاسم السلطة فى حين أنهم أصحاب الانتصار فى الجولة الأولى، ولماذا يجب أن يتقاسم الدكتور محمد مرسى سلطاته الرئاسية المحتملة مع منافسيه بالأمس إذا كان يستطيع أن يحصد هذه السلطة بمفرده، ثم يمنح هو من يشاء، متى يشاء، كيفما يشاء؟!
المجلس الرئاسى هنا يصبح فكرة حالمة، بكل الأسى، فربما جازت هذه الأفكار الكبيرة قبل انعقاد الانتخابات الرئاسية، أما الآن فإن الإخوان يستطيعون وضع ظهر كل القوى الليبرالية نحو الحائط ويقولون للجميع «حددوا اختياراتكم الآن، هل أنتم معنا أم مع النظام السابق»؟، وأقول بكل يقين وموضوعية إن موقف الدكتور أبو الفتوح والأستاذ حمدين، مع كل حبى لهما، هو موقف صعب التسويق الآن داخل الجماعة أو بين أنصار الدكتور مرسى فى المحافظات، اللهم إلا إذا حدثت معجزة غيرت العقيدة السياسية لجماعة الإخوان بالكامل، ومن ثم عليهما سويا ألا يضعا أنفسهما فى قالب الاختيار السياسى الواحد، وأن يرتبا أوراقهما بين اختيارات متعددة لتحقيق التوافق؛ لضمان أن هذه الأصوات المليونية التى ذهبت لكليهما فى الانتخابات لم تذهب سدى، ولم تنجرف وراء مشروع قد لا يضمنا تحقيقه لهؤلاء الذين منحوا ثقتهم لحمدين وأبو الفتوح.
لن نبكى على اللبن المسكوب الآن ونقول: يا ليتهما اتحدا من قبل، ويا ليت هذا المشهد الذى رأيناه مساء الإثنين بميدان التحرير وهما يعتليان المنصة مع الأستاذ خالد على، كان هو المشهد الافتتاحى للجولة الأولى للانتخابات، «خلاص»، قدر الله وما شاء فعل، ولكن المهم الآن ألا يراهنا كثيرا على فكرة قد يعتبرها الإخوان طرحا غير عادل، وليجمعا طاقتهما اليوم على مشروع يضمن ألا يتحول كل حلم للتغيير إلى رماد تذروه الرياح.
البدائل مهمة الآن، والبدائل هى صنعة رجل الدولة الحقيقى، رجل الدولة الذى لا يبكى أبدا على اللبن المسكوب، لكنه قادر على ابتكار الحلول المنطقية التى تضمن توافقا بين الجميع، بحلول عادلة للجميع، الإخوان ذاهبون يا أيها السادة النبلاء إلى انتخابات الإعادة لا محالة، والإخوان واثقون فى أن فوزا كبيرا ينتظرهم فى الأفق، والآن المأزق هنا فى هذا المعسكر المدنى، فإما أن نحصل على ضمانات منطقية، أو نخسر المعركة بالكامل.
أعرف أن الطرح الهادئ فى الاتجاه المعاكس لمشاعر الحالمين بالمجلس الرئاسى قد يصبح مملا أحيانا ومثيرا للإحباط، وأعتذر عن ذلك مقدما، وأدعو الله أن يخيب ظنى لتحدث المعجزة.
وتبقى مصر دائما من وراء القصد.
موضوعات متعلقة:
◄مئات الآلاف يحتشدون بـ"التحرير" وسط هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"
◄وصول مسيرتين من مصطفى محمود والاستقامة إلى التحرير
◄"البلتاجى" يقود مسيرة بالطبول فى التحرير ويردد: "شفيق" باطل
◄المتظاهرون يرفعون العليمى وإسماعيل وسلطان والبلتاجى على الأعناق
◄بالصور.. مسيرة الاستقامة تتجه للتحرير وآلاف الطلاب يشاركون
◄مسيرة الفتح تصل إلى دار القضاء والأمن المركزى يغلق أبواب المبنى
◄خالد على يقود المتظاهرين فى مسيرة من الفتح للتحرير
◄نواب الشعب ينظمون مسيرة لـ"التحرير"
◄أبوالفتوح وصباحى وحرارة يقودون مسيرة مصطفى محمود
◄أبو الفتوح وصباحى يحتضنان بعضاً فى مقدمة مسيرة مصطفى محمود
◄آلاف المتظاهرين بالتحرير ومنصة صباحى وأبوالفتوح تبث أغانٍ وطنية
◄التحرير يمتلئ بالمتظاهرين.. ومسيرات تجوب الميدان بمليونية العدالة
مشاركة