على درويش

عابر سبيل

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجب أن يسأل الإنسان نفسه هل هو عابر سبيل أم هو مقيم دائم فى هذه الدنيا؟ الحقيقة التى لا شك فيها هى أن الإنسان عابر سبيل ليس له إقامة دائمة فى هذا العالم. ولكن هل سيكون هذا العابر سبيل جملة جميلة تحمل فى طياتها رحمة ونورا وفائدة أو نبتة صحيحة تحمل الخير والغذاء للآخرين أو سيكون جملة قبيحة المنظر والتركيب أو نبتة كلها شوك وسم لا تسبب سوى الأذى والشقاء لنفسها وللآخرين.

شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا بأنها سوق أقيم ثم انفض....ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر. وبعد أن ينفض السوق وانتهاء البيع والشراء والغش والخداع والبيع الشريف يتجه الإنسان إلى مستقره الأبدى أى إلى موطنه الحقيقى إن كان من الرابحين انضم إلى أهل السعادة وإن كان من الخاسرين انضم إلى أهل الشقاء. الإنسان يعبر من هذا العالم المحدود إلى الأبدية الرحبة…. إما شقاء أبدى أو سعادة أبدية.

لقد خلق الله الإنسان وأعطاه حرية الاختيار وأرسل له الرسل حتى تشير له نحو طريق النجاة «وهديناه النجدين» أى طريق الخير وطريق الشر كما حذر الإنسان من النفس البشرية لأنها «أمارة بالسوء» تدعوه للأنانية والبخل والجبن والشك والتخوين وتأليه ذاته وتجاهل مبادئ العدل والرحمة والحب والتوحيد التى طلبها الله من الإنسان حتى ينعم بالسعادة فى الدارين فى الدنيا وفى الآخرة.

قال الصالحون الخير كله فى بيت مفتاحه التواضع «لله وللخلق» والشر كله فى بيت مفتاحه الكبر ورفض السجود لله والخضوع لمنهجه الذى ينقذ من الهلاك. ولقد أخرج الكبر إبليس الملعون من الجنة ووضعه فى دائره الغضب الإلهى لأنه رفض التسليم بإرادة الله واصطفائه لآدم…إنه رفض السجود المادى والعقلى والقلبى فاستحق ما نال من الغضب ثم الطرد.
قال سيدى سمنون رضى الله عنه «أول وصل العبد هجرانه لنفسه». فالنفس مهووسة بذاتها لا تريد أن ترى أحدا غيرها وتريد أن تمتلك كل شىء وأن تبتلع كل الشهوات والمتع الحرام قبل الحلال. قال الله تعالى «اقتلوا أنفسكم» أى اقتلوا الشهوات المحرمة وشهوة الاكتناز والبخل والأنانية وطهروا أنفسكم فهذا القتل حياة جديدة وبعث آخر لكل جوانب الخير والنور الموجودة فى الإنسان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة