محمد ناصر

الحقنة ولا اللبوس

الجمعة، 08 يونيو 2012 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أوائل التسعينات أنتجت شركات الدواء كبسولة فيتامينات جيلاتينية ضخمة جدا، وكنت أعمل فى صيدلية شهيرة، وكنا ننبه المرضى أن يتناولوها بالفم رغم شكلها، واشترى أحدهم أحد هذه الفيتامينات، وبعد ساعة كلمنا فى التليفون صارخا من شدة الألم فقد أخذها كاللبوس رغم التحذيرات! ذكرنى ذلك بما فعلناه نحن المصريون فى انتخابات الرئاسة. فبرغم توفر البدائل فضلنا الاختيار بين الحقنة أو اللبوس! إننى لا أستطيع أن أضيف أى نكتة جديدة على موقف انتخابات الإعادة الرئاسية ولا أجد تعبيرا طبيا ساخرا أفضل من أن أقتبس "تختار الحقنة ولا اللبوس؟ وبينما نمر نحن المصريون بهذا الاختبار لأول مرة - رحم الله الذين مكنونا من أن نختار - لكن ياما وقع العرب الأمريكان فى هذا المأزق مليون مرة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.. تختار المرشح اللى يفرمك ببطء ولا التأنى اللى يفرمك بسرعة؟ وبالتالى يمكن الاستفادة من بعض خبراتهم فقد نظر العرب الأمريكيين لعناصر أخرى غير سرعة الفرم.

دعونا نحاول أن ننظر لعناصر أخرى.. مثلا هو مين فيهم اللى ممكن ينفع الصحة؟ يعنى عنده برنامج صحى أفضل للناس؟

طبعا أنت لحد كده هاتبطـل تقرأ! ياراجل صحة إيه وبتاع إيه هو ده وقته دى البلد هاتضيع؟

لكن أن لم تكن تعلم علاقة الصحة بالموضوع وعلاقتها بالمستقبل فلن أستطيع إقناعك فى 20 سطرا.. ولكن عندما بعد الشر تكح وتصرف على الكحة الكام جنيه اللى حيلتك ما بين تحاليل وأشعة ودكتور ودواء أو عم اسمه إيه جارنا يجيلوا فيروس سى ونلم له علشان الحقنة لأنة ماعندكوش تأمين صحى.. أبقى أرجع كمل قراءة.

الإخوان إللى مرسى منهم.. خلال عقود أنشأوا وأداروا الجمعية الخيرية اللى هيه مجموعة مستوصفات ومستشفيات صغيرة استطاعت تنفيذ برنامجا صحيا منخفض التكاليف وفعالا إلى حد كبير فى مساعدة الطبقة الدنيا والمتوسطة فى المجتمع، وبعد ما الحزب الوطنى والدولة رذلت عليهم.. عرفوا يسربوا شوية مستوصفات تحت مساجد وأسماء أخرى – فى اعتقادى كان ذلك أحد المشاريع التى كونت قاعدة شعبية قوية للإخوان – بل أن بعض المساجد والهيئات والكنائس نسخت المشروع فى بعض الأماكن وكان المشروعان سواء الجمعية الخيرية أو الكنيسة مفتوحان للمسلمين والمسيحيين، مثلا مشروع كنيسة أرض الجولف وجمعية عمر بن عبد العزيز المستقلة فى مصر الجديدة مثالين جيدين ولا يميزون بين مسيحى ومسلم ودى حاجة تحفة وزى الفل وتتحسب للاثنين.

ورغم أن مشروع الجمعية الخيرية ليس كاملاً إلا أنه بكل تأكييد يمثل ركنا أساسيا فى منظومة الرعاية الصحية والتكافل الاجتماعى فى مصر ويمكن تطويره وتنشيطه أكثر.. بل إنى أدعو مرسى أو شفيق لما يخسروا الانتخابات هما الاثنين! أن يستمروا فى تبنى ودعم هذا المشروع على مستوى الدولة كمشروع اقتصادى صحى هام.

أما عن شفيق فبرنامجه الصحى وكذلك سياساته الصحية خلال مسؤولياته السابقة تدور حول سياسة صحية تقليدية ذات بعد قصير المدى وذات استراتيجية محدودة دون توضيح التوازن ما بين اقتصاديات الصحة والتكافل الاجتماعى.. فمثلا تصريحاته إنه لن يتردد شخصيـاً فى العلاج فى الخارج بدلا من مستشفى حكومى تصريحات مزعجة وكذلك أنه عمل كشف سـرطـان الثدى المبكر لموظفات مصر للطيران وكفل لهم العلاج بالخارج إلخ.. استراتيجيات وإن بدت رحيمة إلا أنها عقيمة ومدمرة لأى منظومة رعاية صحية وبها عيوب أكثر من مميزات ولا تتحدى الأسلوب التقليدى أو تحاول تنمية القدرات الطبية المحلية.

من هذه النظرة المختصرة على السياسة الصحية نجد أننا ما بين جماعة نفذت مشروع أو نواة جيدة لمشروع متميز ولكن يمثلها مرسى وما بين من لم ينفذ مشروع مماثل وإن كان حاول وعمل على أن يجعل الأسلوب التقليدى يعمل أفضل وللأسف هى سياسة صعبة وقلما تنجح فى الصحة ويمثلها شفيق؟

إذا كنا هانقرر فقط فقط بناءً على الصحة فلربما الإخوان (معرفش عن مرسى) أفضل من برنامج شفيق أما إذا كنت هاتقرر بناء على كل حاجة فأنت رجعت تانى فى المقارنة التشبيهية هانختار "الحقنة ولا اللبوس"؟ لحد كدا يبقى نسيب ده لاحساسك.

أنا على فكرة مثل حضارتكم بالضبط لا انتخبت شفيق ولا مرسى فى الجولة الأولى وعاوز انتخب مشروع الإخوان وشفيق فى الجولة التأنية.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

حكيم

الجنرال هو الحل

الفريق هو الحل, افهموا بقي!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حمودة

نعم لمرسى النهضة ....

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن القاهرة

موافق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد كمال

طيب نعمل ايه دلوقت ؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة