كشفت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون بجامعة ويسكونسن ماديسون عن أن تعرض الأطفال للتوتر والقلق ومعاناتهم من الضغوط والظروف الحياتية الصعبة قد يحد من تطور بعض الأجزاء من أمخاخهم فى هذه المرحلة الحساسة من مقتبل العمر.
وأشار الباحثون إلى أن التعرض للضغوط العصبية والقلق فى هذه السن المبكرة، يحد من تطوير منطقة الفض الجبهى بالقشرة المخية، وهو ما يجعلها لا تنمو بشكل كامل وتصاب بخلل فى وظائفها، والقدرات المسئولة عن تأديتها لدى الأطفال.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة أمريكية حديثة نشرت بدورية "Journal of Neuroscience"، وذلك بالعدد الصادر فى السادس من شهر يونيو الجارى، وشملت مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و14 عاماً، حيث أجريت لقاءات معهم ومع آبائهم وتسجيل كل الأمور المتعلقة بهم.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج من خلال الدراسات والتجارب التى أجريت على الفص الجبهى بالقشرة المخية الخاصة بحيوانات المعامل، وقاموا بدراسة تأثير الضغوط العصبية المزمنة والحادة على تلك الحيوانات، وأكدوا وجود خلل فى تلك المنطقة لدى الحيوانات التى تعرضت للضغوط المزمنة والحادة، وعجزت عن تأدية وظيفتها بشكل كامل، وهى حفظ المعلومات العامة، واستخدامها واسترجاعها عند الحاجة إليها.
وأضاف الباحثون أنهم تأكدوا من وجود علاقة بين هذه النتائج على الحيوانات وبين الجنس البشرى، مشيرين إلى أن الضغوط العصبية التى يتعرض لها الأطفال، تصيبهم بخلل فى وظائف الإدراك، حيث تتسبب فى حدوث تدهور كبير فى الذاكرة المؤقتة والقصيرة الخاصة بهم، ونصحت الدراسة بإبعاد الأطفال عن هذه الظروف الصعبة وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة والهوايات والرياضة المختلفة بواسطة المتخصصين.
