خالد صلاح
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": مصر لم يعد فيها باحث موضوعى يقول الحقيقة!
السبت، 09 يونيو 2012 07:36 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أضف إلى قائمة الأزمات الاستراتيجية الكبرى فى مصر هذه المأساة الحقيقية، فهذا البلد العظيم الذى يتعالى على أهل الأرض بثقافته، وحضارته، وجامعاته، ومراكزه الاستراتيجية، ومعاهده الأكاديمية، جاء عليه يوم لم يعد فيه باحث سياسى واحد يقول الحقيقة العلمية المجردة لوجه الله، ولصالح شعب مصر. الباحثون الآن، إلا قليلا، وقليلا جدا ممن رحم ربى، صاروا يمثلون أحزابا وتيارات وتنظيمات ومصالح وائتلافات ثورية وهيئات رسمية، ولم يعد أكثرهم ينطقون بالعلم والموضوعية، فيقولون للمخطئين من بيننا «أخطأتم»، وللمصيبين «أصبتم». أصبح التاريخ يصنعه المنتصرون فى المعارك السياسية، والحقيقة يفرضها هؤلاء الذين يمتلكون قدرات الحشد فى الميادين العامة، أو فى استوديوهات الميديا التليفزيونية، ودخلت قلوب علماء السياسة والباحثين والمؤرخين وأهل المعرفة إلى ثلاجات الصمت، أو إلى سلخانات الحشود الجماهيرية.
كل كلمة باسم العلم الآن تصب فى صالح حملات انتخابية لمرشحين، أو أيديولوجيات للجماعات السياسية، أو تعبر عن صوت الأحزاب التى ينتمى إليها الباحثون الكبار، ولا تعبر عن صوت الحقيقة، وأصبحت الشجاعة العلمية، وجسارة التحليل بالحق من الفرائض الغائبة بين النخبة العلمية فى مصر. أصبح التحليل السياسى والتاريخى فى خدمة الأحزاب، والجماعات، والمصالح البرلمانية، والتوازنات السياسية، والبحث عن رضا تويتر وفيس بوك، لتفقد مصر عقلها المحايد، وضميرها الموضوعى تحت نيران الشارع، وهتافات الغاضبين فى الحق، أو الغاضبين فى الباطل.
أضف إلى قائمتك هذه الأزمة لأنها الأخطر على الإطلاق فى ظنى، فحين يتحول العلم إلى السياسى والتاريخى، والثقافة إلى أداة بين أيدى الأحزاب، والمصالح السياسية، فلا أمل إذن نرجوه لهذا البلد، لأننا ببساطة لن نعرف أين الحقيقة، سيكون لكل طرف من اللعبة حقائقه الخاصة، وسيكون لكل تنظيم باحثون يرتدون أقنعة العلم، لكنهم يتكلمون باسم الهوى التنظيمى، والتوازنات السياسية.
صار باحثونا السياسيون المرموقون نوابا فى مجلس الشعب، وأنصارا لمرشحين خاسرين، أو حلفاء لمرشحين ناجحين، أملا فى نصيب من السلطة، أو موقع استشارى بارز على هامش السلطة، وصار باحثونا وخبراؤنا نجوما فى الميديا، يروّجون رواجا شعبيا تتضاعف به أرباح إعلانات برامجهم، وترضى وكلاءهم فى الإعلانات، صار خبراؤنا وعقولنا العلمية التى كنا نتعلم منها الحق المجرد شركاء فى لعبة الميديا، وفى هوس الانتخابات، وفى معادلات المصالح، فلم نعد نعرف الحق كما ينبغى أن يكون، بل نعرف ما يريد لنا أهل السياسة والمصالح أن نعرفه، ونؤمن بما يريدون لنا أن نؤمن به، باسم العلم، وباسم البحث، وباسم المعرفة.
لا نملك هنا إلا أن نخاطب هذه الضمائر العلمية، وتلك القلوب الوطنية، وأصحاب العقول المرموقة من أجل هذا البلد.. نرجوكم أن تعودوا إلى موضوعيتكم العلمية، واعلموا أن ما تكسبونه الآن بالتحزب، ستخسرونه لاحقا إذا استبدل الناس قوما غيركم لا يخافون فى حب الله، ثم فى حب مصر، لومة لائم.
الحق أحق أن يتبع.
ومصر من وراء القصد.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حامد
مقال ممتاز كالعاده
عدد الردود 0
بواسطة:
رحمه
يا بلدى صعبانه على
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد فؤاد
اصبت الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
أم سحلول
هذا هو أحسن ماكتبت في النصف الاول من هذا العام الكئيب وهو ماتحتاجه مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
د. أحمد
فلتكن أنت !!
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشور
الله يحميك
اخيرا لقيت واحد فى الميديا يتقى ربنا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سنجر
رااائع
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حميدو
الحل في التوعية
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الشلبي
اعدموا النخبـــــــــــــــــــــــــة الله لايسامحهم !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
فلاح كفر الهنادوه
الوصاية