يحكى أن، أن بلداً عظيماً، ظهر فيه رجل عظيم فى العام 3200 قبل الميلاد، صال وجال، حلم ونفذ، سيطر وأسس، فأصبح أول حاكم لمصر الموحدة، بل أول مؤسس لأسرة حاكمة فى التاريخ!
كان هو «ملك الأرضين»، و«صاحب التاجين»، كان «نسر الجنوب»، و«ثعبان الشمال»، هو «مينا» موحد القطرين، كما نعرفه، «مينا» الذى منحه المصريون الاسم لأنه «بنى» و«أسس». هكذا احترم المصريون منذ قديمهم، قبل التاريخ ذاته حتى، كل من بنى وأسس، حتى أنهم اعتبروا الفعل وحده يكفى اسماً، ومنحوه لقائدهم العظيم الذى جمع شتات أقدم دولة فى التاريخ، فأسس لمجدها القادم.
مينا.. أين نحن منك الآن؟، وأين أنت منا؟، 3200 عام قبل الميلاد وأكثر من 2000 بعده، خمسة آلاف عام وأكثر! ولا نزال فى حاجة إليك!، يا لسخرية القدر.. حقاً!
مينا.. لو أنك تجلس فى مكان ما تطل علينا الآن، ماذا عسانا نقول لك؟، كيف سنشرح وكيف سنبرر؟، وكيف لنا أن نخفى وجوهنا منك خجلاً وضعفاً وقلة حيلة؟
خمسة آلاف عام وأكثر لم تكن كافية لنحافظ على الإرث العظيم!، الإرث الكبير، الإرث الرائع!، لم تكن كافية لنحافظ على.. مصر خمسة آلاف عام، لم نتعلم فيها كيف نحافظ على وطن، فما بالك ببنائه؟!، خمسة آلاف عام، تعلم فيها العالم كله منك: كيف تؤسس دولة؛ لكننا لم نفعل!، فهل يغفر لنا الله؟ أو أنه جلّ جلاله لن يفعل؟، فهو ذنب دون الذنوب لا يغتفر.
مينا.. لو أننى أراك الآن، وأنظر إليك بعينين خجلتين، ماذا عسانى أفعل كى تسمع لى؟، كيف لى أن أشرح لك عن ضعف أمتى التى تركتها قوية وزاد الزمان عليها قوة وعزة، لكنها الآن مريضة، ضعيفة، لاحول لها ولا قوة!، نعم هى مصر التى أحدثك عنها، أعرف أنك لن تصدقنى، لكن هكذا سارت الأمور، وإلى هذا المآل صرنا جميعاً: لافرق بين جنوبى ولا شمالى، كلنا فى الهم سواء، كلنا خائفون خوف «البدون» وطن!، كلنا اشتركنا فى الخطيئة: لافرق بين جاهل وعالم، كلنا أحببناها بلا فعل، كلنا تورطنا فى اللافعل، ظننا أن النية وحدها تكفى، مع أن الحب بالنية هو جرمٌ كونى.
مينا.. لو أنك تحمل رمحك الآن، أين كنت ستغمده؟ فى قلوب أعدائنا؟ أم فى قلوب نسيت حب الوطن، وأعماها الطمع؟، لو أنك تطعن قلوباً لا تحظى بالحياة؛ فأنت تحررها.. وتحرر الوطن، عسى أن يأتى من يتناول الرمح منك، ويغمده فى قلوب الأعداء، لا قلوب أهل الوطن.
مينا.. بعضٌ من ذكراك، قد تنفع حين الالتباس، حين الارتباك، حين يصبح معنى الوطن يحتمل أكثر من معنى!
لو أنك تسمعنى أو ترانى، فلك منى سلام، يحمل تسعين مليون نغمة، لكنها فى النهاية ضاعت فى فراغ الكون، ربما يصل إليك بعضها وبالتأكيد سيضيع أكثرها، لكن الصدى لا بد سيصلك، فصرخة المكلوم تكون دوماً خائفة، وتكون تائهة، لكنا نحتاج لبعض من روحك، لا.. لكلها، نحتاجك معنا تبعث فينا الإيمان من جديد، أن الوطن لا بد واحد، لا مصريين ولا أكثر، مصر واحدة، كانت وستكون، وإلا.. فالفناء مصيرنا جميعاً وبلا رجعة.
مينا.. بعضٌ من حضور لأجل الوطن، فالذكرى تنفع حين الالتباس، حين الارتباك، حين يصبح معنى الوطن يحتمل أكثر من معنى!
عدد الردود 0
بواسطة:
قطري وبحب مصر
هو عشان تكتبي مقال تشركي بربنا
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
badran
اين نحن من مينا
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد
سبوبة
عدد الردود 0
بواسطة:
راجى
تسلم ايدك
تسلم ايدك .... تسلم ايدك
عدد الردود 0
بواسطة:
جو المصري
العرب والتقدم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
انا مع تعليق رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا جورج
انا هنا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد امين عبدالعاطى
شكرا لك على ما فعلت