فضيلة الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، سلام الله عليك ورحمته وبركاته، أتوجه إلى فضيلتكم بتحية متأخرة وطلب عاجل، أما التحية فهى بخصوص استجابتكم، مما كتبته فى هذا المكان منذ أشهر مناشدا فضيلتكم عدم استقبال مفتى بشار الأسد «رمضان سعيد البوطى»، الذى أسهم بفتاواه فى قتل إخواننا السوريين وقد كان من المفترض أن يحل مفتى بشار على مصر ضيفا ضمن المدعوين لمؤتمر التصوف العالمى الذى أقيم فى سبتمبر الماضى وطلبت من فضيلتكم عدم استقباله فى مقالى المعنون بـ «الأزهر واتحادات المتواطئين العرب»، فاستجبت دون جلبة أو تهليل، وانحزت إلى الدم السورى الحر ضد سافكيه لذا وجبت التحية.
أما الطلب يا فضيلة الإمام فاسمح لى قبل أن أسوقه إليك وأن أحيى فى شخصكم الكريم أزهرنا العامر بالعلم والمثابر رغم الظلم، أزهرنا الحاضر والحاضرة الذى نهض من كبوته وأزاح عنه صورته الغابرة، وبات بوصلتنا وحائط صدنا ضد الثقافات الدخيلة والنعرات الزائفة المزيفة، واسمح لى أن أحيى فى شخصك تاريخا من النور سطره جامعنا وجامعتنا على مدار أكثر من ألف عام، جمعا فيها علوم الدين والدنيا، وسار بفضل أئمته العظام صوت مصر وسوطها.
فضيلة الإمام الأكبر، تعلم أن اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور - المطعون فى شرعيتها - تعد الآن لكتابة السطور الأولى من دستور مصر، ودعنى أصارحكم بأنى استشعر خوفاً من أن يتم التلاعب فى شكل مواد الدستور بما يسمح بتغيير الهوية المصرية الوسطية السمحة التى تنتصر لقيم الحرية والإبداع والتمدن والانفتاح، ففضيلتكم على علم بأن هذه اللجنة التى شكلوها بليل تضم العديد من الأشخاص الذين يعادون الهوية المصرية، ويريدون أن يعيدوها إلى عصر البداوة والجهل والاستبداد، وكما تعلم فإن بها من لا يحترم تاريخ مصر ولا نضالها ولا شعبها الذى ينتفض حبا ووطنية حينما يسمع النشيد الوطنى، ولن يعلم يا فضيلة الإمام أنهم ما كانوا ليعارضوا ما تستخلصه من علم ورأى، أطلب منك الآن الآن الآن، أن تضع تعريفا جامعا مانعا للمقصود بكلمة مبادئ الشريعة الإسلامية التى سيتم النص عليها فى الدستور الجديد، على أن يتم اعتبار هذا التعريف هو التفسير النهائى لهذه المادة وأن يتم تضمينه كوثيقة شارحة بمعنى كلمة «مبادئ» المذكورة، فقد تم الاتفاق على أن يكون الأزهر الشريف المرجعية لهذه المادة وإنى أخشى يا فضيلة الأمام من أن ينجح مخططهم لاختراق الأزهر الشريف ويتم تنصيب أحدهم على رأسه، وبالتالى يفسرون تلك المادة طبقا لأهوائهم كما حرفوا الكلم عن مواضعه وأساءوا إلى ديننا ودنيانا، وأريد أن أخبرك يا فضيلة الإمام بأنى لا أثق فيهم ولا فى من يرأسونه، لا لسوء نية منى ولكن لعلمى ويقينى بأن من يتشدقون بدين الله وشريعته ليل نهار يخفون تحت تشدقهم أهواءهم ونزواتهم، ولنا فى فضائحهم الذائعة خير دليل.
فضيلة الإمام، أستحلفك باستنارة الإمام الغزالى وبتفتح الإمام محمد عبده وبنفحات الإمام شلتوت وبكرامات الإمام عبدالحليم محمود وبجراءة الإمام العطار وبقوة الإمام عبدالرازق وبانفتاح العلامة الطهطاوى، أن تضع لنا الآن وثيقة تفسيرية بالمقصود بكلمة مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها وأناشد فيكم قيمة الأزهر وقاماته السامقة، التى أسفرت على مدار القرون والعقود والسنوات عن علم لا يحد ونور لا ينفد بأن تحافظوا على ما تبقى لنا من نور وألا تتركوا لمن يريدون محو هويتنا مجالا، وليس هذا اعترافا منى بتلك اللجنة وأفعالها، ولكن لكى نقطع الطريق على من يتكلمون عن الحق ويأتمرون بالباطل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
شيخ الازهر لا يستطيع مجاملتك
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
منال نور
سبحان الله
عدد الردود 0
بواسطة:
ramy
انا عايز افهم
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد النبي غبد الموجود عبد النبي
لله الأمر من قبل زمن بعد
عدد الردود 0
بواسطة:
م هشام
مقال رائع لا فض فوك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
عايذ تعمل لنفسك قيمة