الوطن أغلى من البرلمان

«احترام أحكام القضاء» كلمة حق أريد بها باطل، ترددت كثيرًا خلال الأيام الماضية وسط عاصفة من الغضب، تخللتها بذاءات وتطاول على الرئيس محمد مرسى، بل وصل الأمر ببعض المجانين للدعوة إلى الانقلاب العسكرى على الرئيس المنتخب وكأننا نعيش فى غابة لا تحتَرم فيها إرادة الجماهير الذين هم مصدر السلطات، ومنبع الشرعية الثورية الذين سطَّروا ملحمة وطنية فى انتخابات حرَّة نزيهة جاءت بالبرلمان والرئيس. المثير للعجب أن البعض راح يردد «احترام أحكام القضاء» دون مراعاة لمصلحة الوطن الذى قامت من أجله ثورة، لكى تسود فيه العدالةُ للبلادَ والعباد، وظلت الجماهير تهتف إلى يومنا هذا «الشعب يريد تطهير القضاء».

نعم، تطهير القضاء الذى كانت بعض مؤسساته بوابة خلفية لتنفيذ رغبات الرئيس المخلوع فى تفصيل القوانين، وإن كان أصحاب الذمم الخربة قلةً وسط قضاء شامخ معروف بنزاهته على مر التاريخ - إلا أنَّ رد الاعتبار للقانون وسلامة العدالة تقتضى ضرورة تطهير القضاء ونحن نبنى مصر الحديثة. الرئيس أحسنَ قولًا وفعلًا حينما قطع الطريق على الصائدين فى الماء العكر، وقام بإلغاء قرار عودة مجلس الشعب؛ لأننا لسنا فى حاجة لمزيد من الانقسام فى ظل هموم ومشكلات الوطن، والتى تحتاج إلى كثير من العمل؛ فمصر فى حاجة ماسة اليوم لاصطفاف وطنى يتكاتف فيه الجميع من أجل نهضة وسلامة مصر.

الثعابين والحيَّات التى خرجت من جحورها تنفُث سمومها، خلال الأيام الماضية فى وسائل الإعلام، ليتها تستحيى وتدخل جحورها بعد قرار الرئيس بِوأْد الفتنة، وقطع الطريق على المنافقين والذين فى قلوبهم مرض. قرار الرئيس ليس خوفًا من قوى الظلام بل هو تغليب للمصلحة العليا للوطن، الذى هو قطعًا أغلى عند الرئيس من البرلمان. نتمنى من الإعلام الهابط الذى يمارس حريةً غير بريئة، لها علاقة وثيقة بإثارة الفوضَى، وتوسيع نطاق الإضرابات الفئوية فى محاولة يائسة لإفشال الرئيس - أن يتقى الله فى شعب مصر، ويكف عن الأضاليل والكذب والخداع، ونقول للجميع.. نهضة بلادنا لا تقوم على الحاكم فقط، بل هى مهمة جميع أبناء هذا الوطن.