تعود نسمات الخير من جديد، فقد أقبل علينا "شهر رمضان" المعظم بخيره ويمنه وبركاته، ودائما أدعو بأن يكون شهر خير ونماء، فيه صلاح لما فسد وتثبيت لما أختل وتعديل لما ناله الاعوجاج من أحوال المسلمين، لذا فإننى أرى أن الفرصة تبدو سانحة أمام الجميع ليتصف كل منا أعماله، فإن موجد خيرا فليشكر، وإنما ود غير ذلك فليعقد النية بأن يصير حالة للأفضل، وأن يتسامح الجميع، حكومة وشعبا، مسلمين وأقباطا، أباءا وأبناء.
كما أتمنى أن تعم المودة فيحب الجار جارة، ويحسن البعض بما يؤلم البعض، ويشعر المسئولون بالفقراء ومحدودى الدخل، ويحاولون التخفيف عن كاهل الأسر المصرية، ليواجهوا أعباء الحياة ويتواصلون مع الشعب، خاصة الشباب، ليعرفوا آراءهم ومقترحاتهم بدلا من أن يتجه أحدهم للإدمان أو الانحراف، ويوجدوا فرص علم مناسبة لهم، بما يؤمن حياة كريمة للشعب بأكملة.
كما أرجو أن يكون هذا الشهر خصيصا مغنما للطاعات القرآن والعودة لتعليم الدين الإسلامى وسلوكياته، وأتطلع لأن يتقن الجميع عمليه، التاجر فى متجره والصانع فى مصنعه، المعلم فى مدرسته والطيب فى عيادته أو مستشفاه، العالم فى معمله والمهندس فى أبنيته وتصميماته من أجل النهضة والرقى.
نهاية، إن كنا قد أصحبنا أمة افتقدت الأعمال العظيمة التى تصنع مجدها وصارت تخترع الحجج الوهمية لتتلهى بها، فإننى مازلت ألتمس يقظة لمضير القائمين على أمن ورقى هذا البلد، فينحوا الأهواء والمصالح الشخصية، وكذلك الوساطة والمحسوبية جانبا بما يدعو العدالة وتكافؤ الفرص، فتختفى الطبقية وتبعاتها ونشهد معا إصلاحا يعقبه تنمية، فلن يتغير أبدا ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكل عام وأنتم بخير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة