عادل السنهورى

الرئيس يهدد

الخميس، 19 يوليو 2012 09:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من كان يقصد الرئيس محمد مرسى بتهديده خلال حفل تخريج دفعة جديدة بالكلية الحربية، أمس الأول؟ ومن هم «المتطاولون» الذين حذرهم الرئيس، متوعدا إياهم بالردع، ومن نفاد صبر و«حلم الحليم».. إذا غضب؟
نتساءل كما تساءل الكثيرون أمس عن مقاصد «التهديد الرئاسى»، فإذا كان الرئيس مرسى يقصد من يتطاولون عليه، فكان من المفترض أن يكون واضحا ومحددا بمن يستهدف، فكلام الرئيس دائما ما يؤخذ بظاهره، وليس له باطن، أو معان أخرى تدفع إلى تفسيرات واجتهادات وتحليلات سياسية فى اتجاه يختلف عما يقصده الرئيس، وتزيد من إرباك الوضع السياسى وتعقيداته.
مقام الرئيس دائما له هيبته واحترامه، والتطاول عليه مرفوض بالتأكيد، ولا يجب السماح لأحد بسب الرئيس، أو المساس بشخصه وبعائلته، مهما بلغت درجة الاختلاف والخلاف السياسى معه، ومع سياساته وتوجهاته، وهذه بديهيات علينا أن نقر بها فى أدب الحوار والخطاب مع الرئيس، ولكن على الدكتور مرسى، بصفته رئيسا لكل المصريين الآن، فى أول تجربة ديمقراطية لاختيار الرئيس بالانتخاب الحر المباشر، أن يدرك تبعات هذه التجربة فى مرحلة التحول الديمقراطى الصعب الذى تمر به البلاد حاليا، وعليه أن يستوعب أى تجاوز أو انفلات فى الرأى، وحرية التعبير فى مرحلة المخاض الديمقراطى المتعثر، وينأى بنفسه عن الدخول فى مهاترات مع عدد قليل من الناس - كما قال فى كلمته - يتجاوزون فى لغة الخطاب معه، مثلما فعل رئيس النظام السابق عندما دخل فى مواجهة مباشرة مع قناة «الجزيرة»، وقزّم من حجم مصر كدولة فى مواجهة تافهة مع قناه فضائية، اعتبرها مبارك تهدد الأمن القومى المصرى، وتهدده شخصيا.
وكنا نتمنى أن يشمل تهديد الرئيس مرسى أيضاً كل المتطاولين على مؤسسات الدولة وهيبتها، سواء المؤسسة القضائية، أو مؤسسة الجيش، لأنه فى الوقت الذى كان يحذر المتطاولين عليه، كان الآلاف من شباب الإخوان يحاصرون مقر محكمة القضاء الإدارى أثناء نظر دعوى بطلان الجمعية التأسيسية، ويرددون سيل الاتهامات إلى القضاء ورجاله، وكنا ننتظر منه أن يصدر أوامره وتوجيهاته لهم بالانصراف، واحترام القضاء وهيبته مهما كانت أحكامه. الهدوء والأعمال والإنجازات وحدها هى اللغة المطلوبة من الرئيس الآن فى الوضع الأمنى والاقتصادى، وليس لغة التهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة