السيد الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية المنتخب، الكل يعلم أنه ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين بل هو مرشحهم فى انتخابات الرئاسة، والدكتور مرسى كان أيضاً رئيس حزب الحرية والعدالة أول حزب سياسى رسمى لجماعة الإخوان المسلمين، التى ظلت جماعة محظورة منذ عام 1954 وحتى قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير فى عام 2011 وربما تقلده هذا المنصب جاء بسبب تجربته السابقة فى عالم السياسة والتى حصل من خلالها على لقب البرلمانى المثالى أثناء فترته كنائب ببرلمان 2005 بالنظام السابق.
إن المقدمة السالف ذكرها أراها ضرورية للغاية من أجل الدخول فى صلب الموضوع، حيث إن مسألة الانتماء السياسى أو العقائدى هى لُب المشكلة التى تفاقمت فى مصر مؤخراً، وأثارت العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات التى تحتاج إلى إجابات محددة وصريحة بل وصارمة مثل، هل انتماء الرئيس المنتخب لجماعة الإخوان المسلمين سيؤثر سلباً على من هم كانوا ضد الجماعة وأفكارها؟ هل انتماء الرئيس للجماعة وقرب كبار مكتب الإرشاد منه قد يخلق حالة من حالات الانتقام لكل من عادى الجماعة؟ هلى انتماء الرئيس للجماعة يبشر بأن مصر على أعتاب دولة إخوانية؟ هل انتماء الرئيس للجماعة وقربه من الدكتور صفوت حجازى صاحب التصريح النارى بأن القدس ستكون عاصمة الخلافة يعنى أننا أصبحنا على أعتاب دولة الخلافة بالفعل؟! وهل سيتم نَتف ريش كل من لم يرشح الدكتور مرسى بالانتخابات الرئاسية كما قال حجازى أيضاً؟
أسئلة عديدة ذكرت منها ما قل ودل نظراً للمساحة أعتقد أن كلها تحتاج إلى إجابات من رئيس شرعى منتخب رئيسا لمصر وليس رئيسا للإخوان فقط، فالفارق كبير وأعتقد أنه يعيه تماماً ولكن عليه أن يؤكد عليه إعلاميا وإعلانيا من أجل طمأنة من هم ليسوا بإخوان المسلمين وهم الأكثرية، فأنا على يقين أنه ليس كل من رشح الدكتور محمد مرسى من المنتمين للجماعة، خاصة فى مرحلة الإعادة على عكس المرحلة الأولى التى كانت مؤشراً واضحاً لعدد الجماعة بمصر.
السيد رئيس الجمهورية أنت رئيس مصر كلها فى أصعب وأحلك ظروفها بالعصر الحديث، وهذا هو قدرك الذى اخترت أنت أن تقترب منه حين ترشحت للانتخابات، السيد رئيس الجمهورية نحن جميعا كمصريين نريد أن تخرج مصر من محنتها أقوى مما كانت عليه، ونريد الخير لهذا الوطن الذى ظل على هويته التى نعرفها جميعاً على مر العصور، ولم يستطع احتلال أو عدو أو تيار سياسى أو دينى أن يغيره، فمصر هى الوطن الذى يضم الإخوان والسلفيين والجهاديين والليبراليين واليساريين والفلول والأقباط وقلة من اليهود والبهائيين، ويضم أيضاً من لا دين لهم، مصر كل هؤلاء وأكثر وجميعنا تحت قيادتك لمدة أربع سنوات قادمة وكلنا سنعمل معك كل فى مجاله والهدف أعتقد أنه واحد، الهدف هو الارتقاء بمصر العزيزة. أخيراً وليس آخراً يا سيادة الرئيس أرجوك تصور معى إن كان قد جاء للبلاد رئيس قبطى وقامت الكنيسة بالسيطرة عليه من أجل تحقيق مصالحها قبل مصالح الوطن! ماذا كان سيكون الوضع وماذا عن رد فعلك كمواطن مصرى تحب هذا الوطن؟!