يأتى الاحتفال بمرور 60 عاما على ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة العام الجارى، وسط ترقب وانتظار كيف ستكون مظاهر الاحتفال بذكرى هذه الثورة العظيمة التى مازالت هى الحدث التاريخى الأكبر والعلامة الفارقة فى تاريخ مصر ومسارها الوطنى والتى ستظل من أهم أحداث التاريخ الإنسانى وأكثرها تأثيرًا فى المنطقة العربية والأفريقية بل فى العالم.
ويخطئ من يتصور أن يقدر أحد أن يمحو أو يحاول أن ينال من إنجازات ثورة يوليو بقيادة قائدها وزعيمها جمال عبدالناصر وتشويه صورتها فى ذاكرة ملايين المصريين بعد أن فشلت كل المحاولات للنيل من الثورة وزعيمها طوال العقود الماضية بل ظلت صور زعيمها الخالد وكلماته هى الأكثر حضورا وتأثيرا فى كل مناسبة وطنية وقومية رمزا للوطنية المصرية وللكرامة والإرادة الحرة، ومشروعا للنهضة والتنمية المستقلة.
وأظن أن ملايين من أبناء المصريين البسطاء والفقراء من العمال والفلاحين وأبناء الطبقة المتوسطة الذين استفادوا من إنجازات ثورة يوليو لن يقبلوا من نظام الحكم الحالى لمصر الانقضاض على الثورة ومحاولة تشويهها والانتقام منها وتخليص ثارات قديمة مازالت راسخة فى وجدان من يمثلون النظام الجديد فى مصر بعد ثورة يناير، ولا بد أن ينتبه هؤلاء إلى أن المساس بيوليو وبزعيمها لن يجلب إلا مزيدا من الصراعات والانقسام والإقصاء لتيار وطنى عريض على طول مصر وعرضها. ولن يكون مصير الرغبة فى الانتقام وفى تصفية الحساب مع ثورة يوليو إلا الفشل والخسارة مثلما حدث طوال العقود الماضية منذ وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وأعتقد أن فى صالح النظام الجديد فى مصر أن يتخلص من عُقد الماضى، ويثبت أنه نظام ورئيس لكل المصريين وليس لديه عداء من الماضى خاصة من ثورة يوليو، ويقدم احتفالا يليق بالذكرى الستين لهذه الثورة المجيدة التى عبّرت وبصدق عن روح شعب مصر ورغبته فى حق الحياة الكريمة والحرية والاستقلال الوطنى، فأحدثت تغييرات جذرية فى المجتمع المصرى وامتد تأثيرها لتشكل قاعدة لدعم حركات التحرر الوطنى فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
إننا فى انتظار كلمة الرئيس محمد مرسى «المحتملة والمرتقبة» غدا فى الاحتفال بعيد ثورة يوليو وزيارته لضريح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لأن ثورة يوليو ستظل باقية فى وجدان وأعماق الشعب المصرى وستظل ذكراها عيدا وطنيا يعتز به المصريون فى 23 يوليو من كل عام.