محمد الدسوقى رشدى

بناءً على غضب الجماهير

الأحد، 22 يوليو 2012 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن تقرأ:
دائما ما يقولون «بناءً على رغبة الجماهير نعيد نشر هذه الكلمات»، فى هذه المرة دعنى أقل «بناءً على غضب الجماهير، أعيد نشر هذه الكلمات»، ليس تحديا، ولكن دعوة للفهم والنقاش.
لا أعرف بالضبط ما هو إحساس الرئيس محمد مرسى بعد أن تحولت جملته التهديدية التى وجهها للمتطاولين على شخصه قائلا: «لا يغرنكم حلم الحليم، فإنى قادر وبالقانون أن أردعكم، ولكنى أفضل أن يكون العود كريماً» إلى أداة للسخرية.. لا أعرف، وأتمنى فعلا أن أعرف شعور الرئيس بتهديده وهو يتحول إلى نكتة، ويرتد إلى صدره بتهديدات أخرى تؤكد أنه تعجل التكشير عن أنيابه، أو أن زمن ما بعد الثورة لا يعترف أصلاً بإمكانية نمو أنياب للرئيس، أو غيره من أصحاب السلطة.
تصريحات الدكتور مرسى لم تصب فرائص الناس برعشات الخوف كما كان متوقعا، بل جعلتهم يسألون بأى حق، ومن أى مصدر يستمد الرئيس مرسى قوة تهديداته هذه، وهو العاجز حتى هذه اللحظة عن الحصول على صلاحياته كاملة من المجلس العسكرى، وهو المرتبك وغير القادر على تشكيل حكومة تنفذ برنامج المائة يوم الذى بات فى طريقه للتحول إلى وهم، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى كذبة أولى كبيرة فى ملفات وعود الرئيس الجديد، ألم يخجل الرئيس مرسى وهو يهدد شعبا لم يقدم له أى شىء بعد؟، ألم يخجل الرئيس مرسى وهو يهدد هؤلاء الذين وصفهم بالمتطاولين على شخصه قبل أن يفسر لهم أو يشرح لماذا لم يبدأ بعد فى تنفيذ مشروع المائة يوم، ولماذا فشل فى تشكيل الحكومة؟، ألم يخجل الدكتور مرسى من الإبقاء على الجنزورى كل هذه الفترة، رغم أن حزب الحرية والعدالة وبرلمان الإخوان أضاعا على الوطن والناس شهرا أو أكثر فى معارك من أجل رحيل الجنزورى، ووقتها أخبرونا أن تشكيل الحكومة موجود فى الأدراج وجاهز لتحقيق أحلام المواطنين؟، فهل ضاعت منهم مفاتيح هذه الأدراج، أم أكلت الفئران قوائمهم الجاهزة بحكومة الإنقاذ التى كانوا يتحدثون عنها؟
الأكثر استفزازا فى تصريحات الدكتور مرسى التى تهدد المتطاولين أنها لم تحدد معنى التطاول على شخصية السيد الرئيس، وهل تعنى هذه التصريحات أننا أمام صياغة جديدة لفكرة العيب فى الذات الرئاسية أو الملكية أو إهانة الرئيس؟. عموماً مفهوم التطاول الذى لم يحدده مرسى يحتاج إلى إعادة تعريف أو صياغة قبل أن يتم ضبط أحدنا متهما بالتطاول على رئيس الجمهورية، لمجرد طرحه تساؤلاً حول مشروع المائة يوم الذى وعد به مرسى وأخلف وعده، وهل يمكن أن يندرج إخلاف الوعد هذا تحت بند الكذب؟
وقبل أن نجد صياغة واضحة لمفهوم التطاول أريد أن أذكّر الرئيس محمد مرسى وأنصاره بأن جماعة الإخوان التى ينتمى إليها لم تعترض أبداً حينما رفع ميدان التحرير الأحذية فى وجه مبارك، فهل سيعتبر الرئيس خروج بعض المواطنين الغاضبين من سياساته وتصرفاته إلى الشوارع رافعين الأحذية فى وجهه أو فوق صوره نوعا من التطاول؟
جماعة الإخوان والرئيس مرسى نفسه ومواقع الإخوان كانت تنشر صورة اضطرابات المحلة الشهيرة التى ظهرت فيها صورة مبارك وهى أسفل أقدام العمال المتظاهرين الغاضبين، فهل سيعتبر الرئيس مرسى ظهور صورة بهذا الشكل لعمال المحلة الغاضبين وهم بالأحذية فوق صوره نوعاً من التطاول؟
شباب الإخوان كانوا شركاء شباب مصر فى إبداع الكثير من لوحات السخرية من مبارك وشخصه وأسرته، وكان أنصار مبارك وقتها يصفون شباب الميدان بالمتطاولين غير المهذبين، فهل سيعتبر الرئيس مرسى حدوث ذلك معه من المعارضين له نوعاً من التطاول؟
المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وصف الصحفيين فى ذات مرة بأنهم سحرة فرعون، فهل يعنى ذلك أن الرئيس لن يعتبر إطلاق هذا الوصف عليه هو وحاشيته نوعاً من التطاول؟، هل سيقبل الرئيس محمد مرسى الذى وصف نفسه بأنه مرشح الثورة، والمدافع عنها، كل الأفعال والتصرفات والشعارات واللافتات الساخرة والقاسية التى رفعها ميدان الثورة فى وجه مبارك حينما كان رئيساً، أم سيخرج الرئيس وأنصاره ليفعلوا كما فعل الأسبقون من حاشية مبارك ويتهمون المعارضين للرئيس بالتطاول وقلة الأدب؟.. إنا لمنتظرون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة