خالد الشريف

رمضان.. الثورة على نفوسنا

الأحد، 22 يوليو 2012 08:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«كل عام أنتم بخير.. ومصر فى عزة وكرامة.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال».. من قلوبنا نهتِفُ بتلك الكلمات، وبلادنا تعيش عهدا جديدا من الحرية بعد تولى مقاليد حكمها أول رئيس إسلامى منتخب بإرادة شعبية حرة.. كل عام أنتم بخير ونحن نبنى مصر الحديثة الخالية من الظلم والطغيان.. نسائم الرحمة تدركنا فى رمضان، شهر القرآن، ونحن نعبر لعهدٍ جديدٍ من الكرامة والعزة.. نعم نجحنا فى الثورة وأَزَحْنا نظام الطاغية المستَبِدّ الذى جَثَم على صدورنا، وكتَم أنفاسَنا ثلاثين عامًا كاملة.. نعم نَجَحْنا فى دحر الظلم، وكسر القيود، وتحطيم الخوف.. لكن مازلنا نحتاج إلى ثورةٍ على أنفسنا.. نحتاج إلى ثورة على شهواتِنا وأطماعنا.. نحتاج إلى ثورةٍ تطهّر قلوبنا وأفئدتنا.. نحتاج إلى ثورة أخلاقية.. نحتاج إلى ثورة تغيير حقيقية للمجتمع.. وها هو رمضان شهر التغيير جاء ليُشارِكنا التغييرَ من الداخل.. وهو البداية الحقيقية لتغيير الواقع؛ فالله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.. المشكلة ليست فى تغيير حاكم بحاكم فقط، بل التغيير يكون على جميع المستويات؛ فنحن على يقين بأنّ الثورة سوف يكتَمِل نجاحها عندما تتبدّل أحوال المجتمع، وتتغيّر أخلاقه إلى الأفضل فتسود الشهامة والمروءة، والصِدْق والأمانة فى المجتمع، وتعلو قِيَم التسامح والتراحم بين جنباته، وهو ما يُحتّم علينا أن نستقبل رمضان المعظّم بالطاعات والتوبة ورد المظالم إلى أهلها.

من الضرورى أن نعلم أن الصائم لن يجد جوهر إنسانيته فى رمضان إلا فى مَعِيّةِ الذّكْر، وحلاوةِ الأُنْسِ بالله، والصيام والقيام، وقراءة القرآن، وبَذْلِ الخير، وصلة الأرحام، والعطف على جَوْعى المسلمين ومساكينهم.. ولن يجد الإنسان شيئًا من هذا، ولا حَفْنةً منه فى مُطالعةِ شاشات الفضائيات بين مسلسلات وأفلامٍ تضرُّ ولا تفيد، وتَهْدِم ولا تبنِى، والعقلاء لا يفعلون هذا..

ينبغِى أن يكون رمضان موسم الإنسانية الأسْمَى؛ حيث تنبثق سلوكياتنا من ديننا الحنيف؛ لأنّ المشكلة الهادمة فى بنياننا، أنّنا نَهْتَم بالمظهر، ولا نعتنِى بالجوهر، ونأخذ بظواهر الأشياء لا بحقائقها.. والواقع خير شاهدٍ على ذلك؛ فما زِلْنا نسرف فى الولائم، ونُنْفق ببذخٍ ينافِى روح رمضان، وسمو الإنسان على معانى الجسد إلى فضاء الروح.

رمضان يا إخوانى موسم الطاعة، ومجاهدة النفس، فلا ينقلب فى حياتنا إلى موسم كسل، فرمضان سَطّرَتْ فيه الأمة صفحاتِ النور بأقلام الضياء فى ميادين الحياة كلها، عِلمًا وعَمَلًا، وجهادًا وكفاحًا. أتمنى أن نتوب إلى الله ونرجع، ونقلع عن رذائل نفوسنا، وسخائم صدورنا، وفساد بواطننا؛ حتى ننطق جميعًا بالصوت الصادق المنبعث من القلب: اللهم تقبل منا رمضان بغفرانك، والعتق من نيرانك، واحفظ مصرنا من كل مكروهٍ.. يارب العالَمِين!








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حامد العربي

كل عام وانت بخير

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عادل

ثورة من جديد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة