سعيد الشحات

ثورة يوليو

الإثنين، 23 يوليو 2012 09:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن نبنى المستقبل بالمراهقات الفكرية والسياسية، ولا بمن لا يفهمون حركة التاريخ ومساره، ومحاولات التقليل من عطاء الحركة الوطنية المصرية، وفى القلب منها ثورة يوليو 1952 وزعيمها الخالد جمال عبد الناصر.

المراهقات الفكرية بدأت بعد تنحى مبارك فى 11 فبراير العام الماضى، بإطلاق البعض دعاوى مريضة تقلل من قيمة ثورة يوليو، والقول بأن الثورة الوحيدة التى شاهدتها مصر هى ثورة يناير، وتطرف البعض فى مطلبه بإلغاء الاحتفالات بثورة يوليو، وبرروا ذلك بوجهة نظر عقيمة تتمثل فى أنها كرست لحكم العسكر، ويأتى عقم هذه النظرة من أن التمسك بالثوابت الوطنية المصرية، والعمل من أجل تطبيق العدالة الاجتماعية، والسعى إلى ديمقراطية سليمة، لا يتوقف عند ما إذا كان الذين ينفذون ذلك هم مدنيون أو عسكريون، فكم من مدنى خان هذه الشعارات، وكم من عسكرى حافظ عليها، والعكس صحيح، وهو ما يقودنا إلى القول بأن رمى العسكر باتهامات تمس وطنيتهم هو خلل فى التفكير وضيق أفق كبير.
ثورة يوليو لم تكن مجرد حركة قام بها بعض الضباط، وإنما كانت نتيجة طبيعية لحركة وطنية مصرية ناضلت، وقاومت من أجل الحرية والاستقلال، لم تنفجر ثورة يوليو لأن قادتها رأوا أن هناك أزمة حكم، وأن هناك أطرافا تتصارع عليه، وإنما تفجرت لأن مصر كانت بلدا تحت الاحتلال الإنجليزى، ويحكمه ملك فاسد، ونخبة سياسية عاجزة، وكان الحصاد ديمقراطية عرجاء تمارس فعلها فى حيز لا يزيد عن 2 كيلو متر مربع يشمل السفارة البريطانية والسراى الملكية.

كانت نسبة الأمية فى مصر وقتئذ 99%، فكيف يستقيم القول بأن هؤلاء كانوا يعيشون فى جنة الديمقراطية، ليس هذا فحسب، بل إن الفقر والجهل والمرض، ظلت ثلاثية تحكم الشعب المصرى، وعلى هذه الخلفية جاءت ثورة يوليو، لتحدث أعظم التحولات الاجتماعية والسياسية فى مصر خلال تاريخها الحديث.

نفهم أن يوجه البعض انتقاده إلى الثورة على أساس وطنى وبغرض التصحيح، أما وأن يكون هذا النقد بغرض الهدم والتشويه، فهذا هو الخلل بعينه، ولنتذكر أن إصرار إسرائيل وأمريكا على محاربة جمال عبدالناصر، جاء لأنه كان رمز المشروع الوطنى والقومى العربى، والرمز الذى أخلص لأبناء شعبه من الفقراء ولهذا يعيش فى قلوبهم خالدا أبد الدهر رغم كيد المغرضين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة