شعور كبير بالإحباط ينتابنى عند قراءة الصحف والاستماع للأخبار اليومية، حيث لا تتوقف عمليات قطع الطرق وخطوط السكك الحديد، والأسباب لا تعد ولا تحصى بدءًا من الاحتجاج على نقص أنابيب الغاز والسولار والبنزين وقطع الكهرباء والمياه، ومرورًا بالاعتراض على الانفلات الأمنى وحالات الخطف والترويع، وانتهاء بالمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية ورفع الأجور.. يوازى وأحيانا يسبق قطع الطرق، الإضرابات والاعتصامات كخطوة تمهيدية تنذر وتحذر من عدم الاستماع للمطالب وتلبيتها، وإلا فإن الحل السحرى، هو قطع الطريق وإشعال إطارات السيارات ومنع مرور السيارات والمارة مهما كلف الأمر.. الجميع صار يضغط ويهدد ثم ينفذ.. والغريب حقًا أن المصريين الذين طالما عرفت عنهم السلبية والأنانية وعدم الاعتراف بالعمل الجماعى، صاروا فجأة فى قطاعات مختلفة على قلب رجل واحد.. يضربون عن العمل معا، ويعتصمون معا، ويقطعون الطريق معا أيضا.. لقد أدركوا أن الجماعية هنا تقيهم شر الغدر من أجهزة الأمن، كما أنها كفيلة بإضفاء الشرعية على مطالبهم، حتى إن كانت ضربا من الجنون، فضلا عن أنها تضمن سرعة تنفيذ هذه المطالب.
وفى الأفق أحاديث ليست مبشرة عن "إظلام تام أو جزئى" لمناطق بأكملها فى مصر بسبب الانهيار المتوقع لشبكة الكهرباء جراء عقود طويلة من الإهمال والفساد، وما سوف يعقب ذلك من عمليات سرقة وسطو عشوائية تشابه ما حدث أيام الثورة الأولى، وهو وضع يهدد بفوضى عارمة إذا حدث واستمر هذا الإظلام لعدة أيام.
عمال شركات المحلة للغزل والنسيج باتوا على وشك تنفيذ تهديداتهم بالقيام بعمليات قطع كاملة للطرق وخطوط المواصلات جميعها، التى تصل المحلة بباقى المحافظات إذا لم تنفذ مطالبهم، خاصة بعد وفاة زميل لهم جراء إطلاق نار عشوائى على موقع الاعتصام.. وكأن أحد ما يريد إشعال نار لا تنطفئ بسكب المزيد من البنزين عليها.. قبلهم كان عمال مصانع السيراميك، الذين حولوا خلافهم مع صاحب المصنع إلى خلاف مع الدولة فاقتحموا مبانى محافظة ومديرية أمن السويس، وخربوا العديد من بنيتها.. الغضب حين يضيق بالإنسان، لا يرى أحد يستحق الحياة من بعده.. وكأنه يريد أن يوقل أن نهايته هى نهاية الجميع معه.
إذا أضيفت محصلة هذه الأوضاع معًا، وهناك غيرها الكثير سوف نتساءل حقا.. كيف نعيش فى مصر؟!!
القوى السياسية بعضها مشغول بالجمعية التأسيسية للدستور.. والبعض الآخر يبحث عن حصصه المزعومة فى تشكيل الحكومة الجديدة، وبعض ثالث يؤسس لما يسمى بالتيار الشعبى المعارض.. وبعض رابع مازال يبحث عن دور أو مكان.. أما مرشحو الرئاسة فقد اختفوا جميعًا.. وكأنهم اتفقوا على ترك مرسى وحيدًا يواجه ما يعرفون جميعهم أنه لا قبل له بمواجهته وحده.. التسريبات تشير إلى رفضهم المشاركة فى الفريق الرئاسى إلا بصلاحيات معينة.. والله شىء مضحك.. إذا كان الرئيس نفسه بيدور على صلاحياته.. الخلاصة هم يريدون نفض أياديهم مما يعرفون أنه قادم لا محالة.. لا شىء يبدو فى الأفق إذا استمر الوضع على حاله سوى الفشل الكبير لمرسى وجماعته أمام أوضاع تتدهور بصورة يومية، وكأن هناك اتفاقاً مسبقاً على إشعالها حتى لا تهدأ أبدًا.. توقعاتى بأن القادم أسوأ إن لم تصدق النوايا.. ويعلى الجميع مصلحة مصر أولا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
كلامك صح