معظم المسلمين فى أوروبا وأمريكا أكثر تمسكا بالإسلام من أبنائه فى بلاد الإسلام، وللعجب بعضهم أكثر تشددا وتطرفا من الجماعات الأصولية نفسها، وفى بلجيكا أصدروا قانونا ضد المنقبات، يمنعهن من السير فى الشوارع والأماكن العامة، وإلا تدفع المنقبة غرامة تصل لمائتى يورو، وسحب رخصة القيادة من المسلمة المنقبة، والمركز الإسلامى هناك يترأسه مغربى، اتهموه فى قضية مخدرات وسجنوه، وبعد أن رفع شعار الشريعة لبلجيكا.
ولا تندهش عندما ترصد أن معظم الحركات التى تربط الأصولية بالسلاح نشأت فى الغرب، وأن تنظيم القاعدة يجد فروعا له فى كل بلد أوروبى، ويخرج منها إلى دول العالم الثالث، وهذا التنظيم الإرهابى نشط بشكل ملحوظ فى البلاد العربية أو ما تسمى بدول ربيع الثورات العربية، وكذلك أفريقيا وجماعات أنظار الجهاد التى تطبق فكر القاعدة تسيطر على مناطق كاملة فى الصومال وكينيا وشرق أفريقيا.
والإعلام الغربى يتلقف العمليات الإجرامية الإرهابية لهذه التنظيمات، ويطبل فى الميديا ويكبر التفاصيل، خصوصا إذا اقترنت هذه العمليات برهائن غربيين، كما حدث فى كينيا مؤخرا، وهذا يؤدى إلى تعاظم ظاهرة الإسلاموفوبيا أى الذعر والرعب من الإسلام والذى أصبح له ضحايا تشكل جماعات تدعو لطرد المسلمين من أنحاء أوروبا، وللأسف صوت الاعتدال الإسلامى خافت وضعيف، ولا يواجه هذه الظاهرة أو يحاربها ربما لأن الأنظمة الإسلامية والعربية مشغولة بمقاومة الإسلام المسلح فى بلادها أساسا.
ومؤخرا تناولت وسائل الإعلام الغربية، حكاية سامنتا لوثيويت الفتاة الإنجليزية ذات الثامنة والعشرين، التى أطلقوا عليها لقب الإرهابية المسلمة رقم «1» فى العالم، والتى تناولت قصتها المواقع الإلكترونية الغربية واحتلت المرتبة الأولى على جوجل.
سامنتا أرملة لرجل إنجليزى مسلم انضم للقاعدة، وقاد عملية انتحارية فى لوزن 2005 وتسبب فى مقتل 26 شخصا، وأنجبت منه طفلة، وطاردتها مخابرات الدنيا «السى آى إيه، واسكوتلانديارد» والآن مخابرات معظم دول شرق أفريقيا، لأنها ظهرت فى يناير الماضى لتعلن مسؤوليتها عن خطف رهائن غربيين، وانضمامها للقاعدة فى شرق أفريقيا وتخطيطها لعمليات أخرى أثناء مباريات اليورو فى أوروبا، ووصفها لأبناء جنسها من الإنجليز بأنهم كفار، وإعلانها أنها مستمرة فى تنفيذ رسالة زوجها.
المثير أن والد سامنتا وأمها، لا يصدقان ما يحدث، وينكران دخولها الإسلام أو ربط اسمها وزوجها الراحل بهذه العمليات الإرهابية التى أثارت الفزع والغضب، وأيضا كراهية الإسلام والإسلاموفوبيا فى أوروبا.
السؤال أين نحن من هذا الذى يحدث؟ الإجابة أن العديد من المسلمين والمحسوبين على ملة الإسلام، يسيئون للدين السمح والشريعة الغراء، وهنا استحضر مقولة المفكر العبقرى المسلم روجيه جارودى الذى قال قبل رحيله بسنوات، الحمدلله أننى عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين.
وكل عام وأنتم بخير والإسلام أيضا!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالقادر
التمسك بالدين بقا اسمه تشدد و تطرف و تزمت
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
خليك فى حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
صابرالقفاص
الحق يقال
ان الاسلام دين ودوله ويحق لكل واحد منا الاحترام