تحدث الرئيس محمد مرسى عن ثورة يوليو عام 1952 قائلاً: «هى علامة فارقة فى تاريخ مصر»، لكنه عز عليه القول إن هذه الثورة العظيمة كان لها قائد عظيم هو جمال عبدالناصر.
تحدث مرسى عن الثورة، لكنه لم يذكر اسم قائدها، فبدا كأنه يتحدث من باب تأدية الواجب ليس أكثر.
تحدث الرئيس مرسى عن ثورة يوليو بقوله إنها أسست الجمهورية الأولى التى دعمها الشعب، والتف حول قادتها وحول أهدافها الستة.
عدد الرئيس مرسى إنجازات الثورة، مشيراً إلى خوضها معركة الجلاء، ومعركة الاستقلال الوطنى، وتقديم نموذج فى دعم حركات التحرر فى العالم العربى والإسلامى، وإرساء مفهوم للعدالة الاجتماعية والتنمية المخططة وحشد الموارد من أجل مشروع وطنى متكامل.
قال الرئيس مرسى الإيجابيات السابقة لثورة يوليو، ولخصها فى جمل مقتضبة، لكنه لم يذكر اسم الرجل الذى قادها، بعد أن كون تنظيم الضباط الأحرار فى مواجهة فساد الملك واستعمار الإنجليز وضعف الأحزاب.
لم يذكر الرئيس مرسى اسم جمال عبدالناصر، رغم أنه هو الذى نقل ما حدث ليلة 23 يوليو من مجرد حركة انقلابية إلى ثورة حقيقية لها مضمونها السياسى الجبار، وعمقها الاجتماعى النافذ الذى جعل من جمال عبدالناصر رمزا للفقراء الذى حارب من أجلهم، وأعاد رسم الخريطة الاجتماعية لمصر بسياساته التى استهدفت منح الحقوق للفقراء الذين نسجوا حوله حكايات الأساطير لأنهم رأوا فيه منقذهم ورجلهم الطالع من وسطهم، الرجل الذى رفض رفع أسعار سلع غذائية مثل الأرز والسكر فى خطة رفعها إليه زكريا محيى الدين، ولما قرأ قائمة الاستيراد أخذ يشطب بقلمه على عدة سلع مثل كبد الأوز والكافيار، قائلاً: «أنا لا أتناول هذه الأشياء مثل الفقراء».
جمال عبدالناصر الذى تجاهل مرسى ذكر اسمه عاش فقيرا زاهدا عظيما فى عطائه، لم يترك مالا فى بنك، ولم يشتر عقارا وأرضا، بل استدان من البنوك لتجهيز زواج ابنته الكبرى هدى، لم يعش ليهنئ بمتاع الدنيا وملذاتها، وإنما عاش من أجل بلد فهم عظمة عمقه التاريخى وأهمية موقعه الجغرافى، فأعطى ما أعطى، ولهذا سيظل حيا فى وجدان المصريين والعرب دون انتظار ذكر الرئيس مرسى لاسمه فى أى مناسبة.
فلنترقب، هل سيحذو الرئيس مرسى نفس الحذو فى قمة عدم الانحياز المقبلة التى أسسها عبدالناصر وتيتو ونهرو؟