حافظ أبو سعدة

ثورة يوليو الناصرية

الخميس، 26 يوليو 2012 02:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجدل الذى ثار حول الاحتفال هذا العام بعيد ثورة 23 يوليو فى الحقيقة ناتج عن الدعوة التى، للأسف، أطلقت من بعض منتسبى حركة 6 إبريل يدعون فيها الحركة للتظاهر يوم 23 يوليو رفضا للاحتفال بعيد الثورة، واضعين فاصلا بين الثورتين، وأحسن صنعا المتحدث الإعلامى عندما أعلن أن الحركة لا تتبنى الدعوة وإنما رأى شخصى للمنسق العام، وهو يحاول أن يصور الأمر على أن ثورة يناير هى انقلاب على ثورة يوليو.

وخلق التصادم بين الثورتين فى الحقيقة هو محاولة للاستئثار بثورة يناير وإعطائها لونا سياسيا واحدا، وإقصاء الفصيل القومى الناصرى والاشتراكى عن أن يكون شريكا فى ثورة يناير رغم أن أحد أهم نجاحات ثورة يناير أنها صهرت كل ألوان الطيف السياسى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فى بوتقة واحدة وصاغت بعفوية وعمق فى ذات الوقت شعارات الثورة المصرية التى عكست أهداف كل القوى السياسية، فالقوى الاشتراكية والناصرية كان أهم أهدافهم الخبز والعدالة الاجتماعية ويأتى فى الترتيب المتقدم ثم الحرية والكرامة الإنسانية.

القيم الأساسية التى تبنتها ثورة يوليو، ومازالت، تعكس مطالب قطاعات واسعة من المواطنين، مثل العدالة الاجتماعية وتذويب الفوارق بين الطبقات وتعزيز الطبقة الوسطى وحمايتها والتنمية المستقلة والمستدامة وبناء اقتصاد يستثمر الموارد الطبيعية المصرية لتحقيق النهضة الصناعية التى وضع أساسها فى الخمسينيات والستينيات بمشروع السد العالى وقلاع الصناعة الثقيلة.

أيضا الاهتمام بالصحة والعلاج المجانى للمواطنين فقد أشادت الأمم المتحدة بالرعاية الصحية فى الستينيات بعد بناء منظومة صحية فى القرى بالوحدات الصحية والمستشفيات المركزية فى المدن والمعاهد المتخصصة والمستشفيات الجامعية، التعليم والتوسع فى بناء المدارس بمعدلات تتناسب مع الزيادة السكانية والتعليم الجامعى ومجانية جميع المراحل، ويكفى أن نشير إلى ما قاله الدكتور زويل فى كتابه عصر العلم أنه تعلم فى مدارس الثورة وجامعاتها، وأنه عندما ذهب للولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراساته العليا كان مستواه العلمى لا يقل عن نظيره الأمريكى.

البعض يريد أن يصور ثورة يناير بأنها ضد ستين عاما وهو إجمال خاطئ لأن الثورة انتهت عقب حرب 73 وتبنى الرئيس السادات سياسات مغايرة ومناقضة لاتجاهات الثورة وعبر عن ذلك فى وثيقة عرفت بورقة أكتوبر وسياسات الانفتاح، ثم جاء مبارك ببرامج صندوق النقد الدولى ليهدم الدولة المصرية، ويعمل على تصفية كل مكتسبات المصريين، ويطلق لبرنامج الخصخصة العنان لينقض الفاسدون والطامعون على مقدرات الدولة المصرية، وأرادوا حماية فسادهم بتوريث الحكم. 

فجاءت الثورة لتصحح هذا المسار الذى انحرف وترفع شعار الحرية الذى يعنى بناء دولة سيادة القانون لنستكمل مسارنا من التحرر من الاستعمار والتبعية إلى التحرر من الفساد والاستبداد.

أنصار ثورة يوليو الناصرية ليسوا المصريين الفقراء والعمال والطبقة الوسطى، وإنما أيضا كل الذين يتطلعون للحرية والتحرر فى كل بلداننا العربية لاسيما أن النضال المتصاعد من العمال والحركة النقابية المصرية المستقلة يؤشر إلى تصاعد المطالب للعدل الاجتماعى ومواجهة الآثار السلبية لاقتصاديات السوق على العمال والفلاحين.

الصدام بين الثورتين فى الحقيقة يعبر عن نوايا الاستئثار بالثورة وتحويلها من ثورة وطنية شاركت فيها كل القوى السياسية المصرية للانتقال إلى دولة الحرية والكرامة الإنسانية وحماية العدالة الاجتماعية إلى وراثة للدولة من قبل تيار سياسى واحد يحوز على كل مقدرات الدولة ومؤسساتها ويحذف تاريخها المعاصر ونضالات الشعب المصرى للتحرر من الاستعمار والتبعية والاستقلال الوطنى وتحول الدولة المصرية لرمز لقوى التحرر. 

إننا فى حاجة لتكامل النضال الوطنى المصرى الذى تراكم من ثورة عرابى للثوره الشعبية الكبرى فى 1919 إلى ثورة يوليو وثورة يناير وكل هذه الثورات كانت من أجل حرية الإنسان المصرى واستقلال قراره وبناء مستقبله.








مشاركة

التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

نارت اسماعيل

هنالك ايجابيات في انقلاب يوليو ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

رانيا

انقلاب يوليو وعبدالناصر

وظهور الطغاة

عدد الردود 0

بواسطة:

دلاش

اولها نكسه واخرها كنز اسرائيل الاسترتيجي

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر شرارة

سبحان الله ...

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم الهجرسي

اللجان الالكترونية للاخوان تمتنع فهذا ليس مكانهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصريون من طين الارض

لاتنزعج ياهـــذا .. لن ننســى يوليو ولو بعد ألف عام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة