فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

تكليف الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة.. قرار صائب نتمنى أن يؤتى ثماره قريبا، خاصة أن مصر تمر بفترة حرجة للغاية تتفاقم فيها المشكلات والأزمات التى يفجرها فلول النظام الهالك.. المهم أن تسارع حكومة قنديل الزمن لقطع الطريق أمام الذين فى قلوبهم مرض والذين يحاولون نشر الفوضى وعرقلة الرئيس مرسى فى تنفيذ مشروعه الإسلامى.

نتمنى أن تكون الكفاءة والخبرة هى المعيار الحقيقى فى اختيار الوزراء الجدد.. وليس التوجه الفكرى أو السياسى هو العامل الرئيسى فى الاختيار، ونتمنى أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق أهداف الثورة فى مواجهة الفساد والتسيب وتلبية احتياجات وطموحات المواطن المصرى.. وتوفير الأمن والاستقرار فى البلاد وتفعيل منظومة القانون القائمة على احترام آدمية الإنسان وكرامته.. أيضا ضرورة الإصلاح الجذرى للدولاب الإدارى المعقد فى مصر والذى كان سببا رئيسيا فى نشر الفساد ونهب المال العام وتدمير ثروات وقدرات البلاد.

نريد حكومة قوة تضرب بيد من حديد لكل من يعبث بأمن واستقرار البلد أو المساس بالثورة المصرية.. نريدها حكومة منسجمة متفاهمة تلتف حول الوطن وتسعى لتحقيق آمال الجماهير.. نحن مازلنا نطالب القوى السياسية بمختلف أطيافها بضرورة الاصطفاف الوطنى والتكاتف والتآزر لبناء مصر الحديثة.. الأسطورة الهندية غاندى كان يردد دائما حكمته الشهيرة «كثيرون أولئك الذين يلتفون حول السلطة قليلون أولئك الذين يلتفون حول الوطن «فليكن الوطن هو غايتنا التى نعمل من أجلها ونبذل كل غال ورخيص من أجل رفعته ونهضته.

وعلى الإعلام بجميع وسائله المتنوعة أن يتقى الله فى رمضان فيبث الأمل فى نفوس الناس ولا يكون معول هدم وإحباط ونشرا للفتنة بين جنبات الوطن.. ويضع نصب عينيه قول رب العالمين «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».. رب خبر بسيط لا تلقى له بالا يكون سببا فى إشعال فتنة أو هدم أسرة وخراب مجتمع .. بعض الزملاء لا يلقون بالا لأخبارهم وما يرددون من كلمات كأنهم غير مسؤولين عن كلامهم مع أن رب العالمين يقول «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».