الأمر تجاوز الجد إلى الهزل، وتجاوز الهزل إلى المسخرة، نقصد حالة الترشيحات المستعرة فى الأجواء لأسماء وشخصيات وناشطين وناشطات وائتلافيين وائتلافيات، لشغل مناصب تنفيذية نواب رئيس أو رؤساء وزارات أو وزراء.
الترشيحات كلها من الأسماء المشهورة إعلامياً وليست من كفاءات، البعض يرشح نفسه مباشرة أو عن طريق إطلاق الشائعات، وتقرأ أو ترى خبراً عن أن الناشط فلان الفلانى تقدم بمقترحات حزب الطلوع النازل، أو ائتلاف شباب الحتة، بتصوراتهم ومقترحاتهم لشغل الحقائب الوزارية، إلى سكرتارية الرئيس مرسى، عادى طبعاً من حق أى حد يقدم أى مقترحات، لكن أهم هذه المقترحات تتضمن عادة عدداً من المشهورين، ومعها أسماء السادة أعضاء الائتلاف المذكور، وأصحابهم وأقاربهم، وكأنهم رايحين رحلة، أو أنهم يتقاسمون قطعة أرض أو طبق كشرى، ضمن حالة مرضية تحتاج إلى علاج وليس إلى مناصب.
رأينا خلال الأسبوع الماضى عشرات الائتلافات والحركات، المجهولة أو نصف المعروفة، وهى تقدم قوائم بأسماء مرشحين نواب رئيس أو رؤساء وزراء بعضهم ليس فى سجله المهنى أى حاجة، أو يسرب السيد الناشط أو النجم فلان أخباراً عن اتصالات تمت به أو لقاءات دعا إليها، وطبعاً كما هو متوقع يتصل به الإعلام فلا ينفى ولا يؤكد، وبالمرة يقدم تصورات عن نفسه أنه مستعد لخدمة وطنه فى أى موقع، على طريقة «ينعى ولده ويصلح سياسات».
ناهيك عن قوائم حركات 30 ذو القعدة، و15 طوبة، وائتلافات شباب المترو وحركات نزول المطرة، والتى لا يعرف لها أول من آخر.
هؤلاء يرشحون ويتحدثون فى المناصب، ولم يفكر أى منهم فى تقديم اقتراح أو فكرة مبتكرة، فقط يتزاحمون على طرح أسماءهم، فضلاً عن السذاجة فى طرح الأسماء والخلط بين الناشط والسياسى والإعلامى والنائب، ولو تأملنا أسماء ترشحت نوابا للرئيس ومع احترامنا لأشخاصهم فهم مجرد ناس بتتكلم أو تظهر فى كل الأحداث، ولا ننس المتحدثين الرسميين باسم رئيس الجمهورية أو غيره ممن يسربون أخبارا مضروبة أو ينشرون شائعات فى الصباح لينفوها فى المساء. وطبعاً أمثال هؤلاء المتنطعين يبحثون عن أى مكان، فالقائمة تجد طريقها للنشر ويعرف أسماؤهم وإذا لم يتم اختيارهم وزراء فلا مانع من أى منصب، وهى طريقة للنصب السياسى أصبحت معروفة وشائعة فى ظل الزحام الموالدى السائد.
والجديد أيضاً هو أن بعض السادة المتنطعين يعيدون كتابة تاريخ الثورة ليضعوا أنفسهم فى مكان بارز، وأنهم كانوا يضحون بحياتهم من أجل الوطن وأنهم طلعوا من أول لحظة ليقاوموا الطغيان، مع أن أغلبهم إما مجهولون أو أنهم نجحوا فى التسرب للإعلام باسم ائتلافات وتجمعات مزيفة، أو أحزاب تحت التأسيس، مع التمسح فى شخصيات مشهورة، والنتيجة أننا أصبحنا أمام حالة، منعكسة، فالإعلامى أصبح ناشطا، والناشط أصبح إعلامياً، والنائب أصبح توك شو، والحياة بقى لونها ائتلافى على مخطط.