على درويش

نفحات ربانية

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 06:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام الله سبحانه وتعالى كلها خير، شرط أن يحسن العبد استغلال الوقت الذى هو عمره والذى سيحاسبه الله العلى القدير عليه فإن كان خيرا ومثمرا للخير وفيه منافع للآخرين وكان الجود والعطاء طابعه كان أجره عظيما وخاتمته أعظم، ويسأل العبد يوم القيامة عن عمره فيما أمضاه وماله فيما أنفقه وعلمه فى أى شىء استغله.

العمر هو عدد الأيام والسنين التى يمضيها العبد على هذه الأرض، والعمر هو أيضا اللحظات أو الثوانى التى ينعم فيها العبد بالقرب من الله سبحانه وتعالى، وهو أيضا ذلك الوجد الذى يغمر القلب فتبكى العين فرحا ويسكر القلب من أنوار القرب وتندفع هزات ورجفات روحه إلى الوجود كله معلنة حبها وعبوديتها لرب الوجود الواحد الأحد الفرد الصمد، ومن الؤكد أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب الله العزيز الحكيم، فهو الرحمة المهداة، وهو الذى وصفه الله الملك القيوم بالنور فى القرآن الكريم.. إنه أحب مخلوقات الله إليه وأعبدهم وأقربهم لله سبحانه.

ولله فى دهره نفحات وشهر شعبان هو من الشهور المختارة والمفضلة عند الله سبحانه وتعالى، وسمى هذا الشهر باسمه لأن الخير يتشعب منه، وقال رسول الله عليه وسلم «إذا دخل شعبان فطهروا أنفسكم وأحسنوا نيتكم فيه». وهذا لأن فيه ليلة، البراءة وسميت هذه الليلة -ليلة النصف من شعبان- بهذا الاسم لأن فيها تكفر ذنوب سنة، كما تكفر ليلة الجمعة ذنوب الأسبوع، وكما تكفر ليلة القدر ذنوب العمر، وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان إلى عباده فيغفر لأهل الأرض إلا لرجلين مشرك أو مشاحن»، إنها ليلة العتق من النار، إن الله الرحمن الرحيم يعتق من النار خلائق كثيرة إلا مدمن خمر وعاق لوالديه ومصر على الزنا والنمام.

قال الله سبحانه وتعالى، يظل يتقرب عبدى إلى بالنوافل حتى أحبه.. والدعاء والصلاة فى شهر شعبان، خاصة فى ليلة النصف منه من النوافل المحبوبة، ومن السنن المؤكدة التى قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام بها الصحابة وقام بها كبار التابعين.. إن شهر شعبان أشبه بجلسة إعداد لشهر رمضان الذى خصه الله سبحانه وتعالى بليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، وبما أنه إعداد لشهر رمضان، فالصيام فيه محبب، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فى شهر شعبان وقال إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه، وأنه يحب أن ترفع أعماله وهو صائم. نحن فى شهر كله خير فلنغتنم هذه الفرصة لنحقق شيئا سيصاحبنا إلى دار الخلود.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة