ونحن فى هذه الأيام الروحانية القدسية فى شهر رمضان المعظم أرى أن كل شىء قد انطبع بمفردات التصوف وارتقاء المشاعر.
والسياحة أحد أهم هذه الروافد التى اتخذت شكلاً مميزاً وانحازت إلى السياحة الدينية.. وأرى أيضاً، أن آلاف الأسر التى تعمل من خلال السياحة هى حريصة على أن تستمر السياحة فى طريقها الصحيح دون إقحام أحد فيها. فالأزمة التى تستفز الجميع هى هجرة بعض خبراء السياحة دون أى شىء يحدث.. فكل ما يثار هنا وهناك مجرد شائعات تتردد لأن ضرب السياحة فى مصر هو أكبر انتصار لأعداء مصر الذين يبتغون سحب السياحة من مصر وتصديرها إلى بلاد أخرى وكيانات قد لا تعرف السياحة بالمعنى العلمى الذى نعرفه نحن فى مصر.. لأن السياحة فى مصر لا تزال برغم الهزات العنيفة التى واجهتها، تحمل قدرا من الانضباط والأصالة. وهى أساساً تعيش فى ميدان ليس له منافسون، فمصر وحدها تمتلك أكثر من نصف آثار العالم بل أهمها.. ففى الأقصر فقط ثلث آثار العالم. والسياحة الدينية المسيحية والإسلامية لها شأن آخر فهى أيضا لا تبارى لا فى الشرق ولا فى الغرب.. ولكن الأزمة فى قطاع السياحة بدأ فى مصر منذ تسلم الإسلاميون السلطة فى مصر.. والمخاوف لا تزول أبداً.. وبرغم التطمينات التى أعلنها الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، فإن الأمر يزداد مخاوف، وخاصة أن عددا كبيرا من المرشدين السياحيين قرروا الهجرة والمدهش أن أغلبهم هاجر إلى إسبانيا وكندا.
فى سابقة هى الأولى.. سابقة تثير الجدل.. إلا أن هذه الهجرات المفاجئة تثير مجموعة من التساؤلات حول هذا التوقيت.. فهل يعقل أن يهجر هؤلاء مصر فى وقت لم تحدث فيه أى أزمات ضد السياحة. وهل هناك أصابع خارجية تسعى لخطف الخبراء السياحيين من مصر إلى مختلف بلاد العالم.. بعد أن أثبت كثيرون منهم رغبته فى العمل فى السياحة داخليا وخارجياً..؟! المعروف أن السياحة فى مصر تمر بأزمة كبيرة بدأت عنيفة وفجأة منذ احتلال صدام حسين أرض الكويت، وهذا الغزو العجيب هو الذى أشعل فتنة السياحة ليس فى مصر فقط بل على مستوى الشرق الأوسط. فقد تراجع دور السياحة ثم تخلل ذلك بعض فتاوى غير مسؤولة من البعض بأن السياحة حرام وأن علينا فقط أن نستعين بالسياحة الدينية.. وأن نروج للسياحة العلاجية.. ولكن الأمر لم يقف عند ذلك فقط.. فالمدهش أن هؤلاء الداعين لذلك لم يكتبوا لنا روشتة إنقاذ السياحة الدينية أو السياحة العلاجية ولو أفلح هؤلاء فى ذلك لكان الانتصار كبيراً.. لأن أحداً لم يفكر فى أكثر من عناوين براقة تجرى وراءها دون هدف سوى بريق وشهوة الإعلان عن فتح باب جديد.. إن كان البعض يرى أننا قصرنا طويلا فى علاج أزمات السياحة فلم يكن لدينا طوال السنوات الماضية برنامج واضح لإنقاذ السياحة.. وكانت الفرصة الكبرى هى أن نعلن أن الفنادق المصرية كاملة العدد. وأن السائحين يزورون الأهرامات والشواطئ. لكن أحداً لم يفكر فى إنقاذ آثار الأقصر إلا منذ عامين فقط حين بدأت الدولة فى بداية الطريق السليم نحو دعم الآثار المصرية.. بأسلوب علمى.. ولم نعرف بعد ذلك مشروعات مماثلة لإنقاذ آثار الجيزة وهرم سقارة والأهرامات الثلاثة.
ولايزال مشروع هضبة الأهرام فى غرفة الإنعاش منذ أكثر من ستين عاماً.. السياحة فى مصر فى أزمة ليس بسبب آراء بعض المتطرفين.. فلم نسمع أن أحداً رفض سياحة الآثار ولم نسمع من يقول إن التماثيل أصنام ومن المحرمات زيارتها والأفضل تدميرها.. ربما حدث شىء من هذا فى أفغانستان ولكن عندنا فى مصر لم تصل الأمور إلى ذلك أبداً.. وتظل المخاوف هى التى تحكمنا فمتى نفيق؟! ومتى نعرف الحلول العلمية ومتى ننقذ السياحة المصرية من خطر المنافسين الأجانب الذين يعرفون قيمة آثارنا ويعرفون أكثر قيمة خبرائنا!!.
عدد الردود 0
بواسطة:
انا بكره الجهلة الى مش فاهمين حاجة
خبراء!!!!!!!!