عاصم الدسوقى

«الستينيات» عند الرئيس مرسى

الخميس، 05 يوليو 2012 04:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خطابه فى ميدان التحرير فى 29 يونيو الفائت، هاجم الدكتور مرسى بشكل مباشر جمال عبدالناصر لحساب الإخوان المسلمين، بل انتقص من تاريخ الحركة الوطنية المصرية حين قال: إن شجرة الحرية قد بدأ غرسها رجال كرام منذ بدايات القرن الماضى، ووضعوا بذورا روتها دماؤهم على مدار العشرينيات والخمسينيات والستينيات، ثم أردف: وما أدراك ما الستينيات. أما الستينيات التى هاجمها الدكتور مرسى، وباختصار شديد، فقد شهدت إقامة القطاع العام للقيام بالمشروعات التى يتردد رأس المال الخاص فى إقامتها، وهو القطاع الذى استوعب خريجى الجامعات وحملة المؤهلات المتوسطة، مما كان له أثره على الاستقرار الاجتماعى، وحققت شركاته فى مدة وجيزة، وفى إبريل 1962، زيادة إنتاجية قدرها 9.2% أخذت فى الازدياد. وفى يوليو 1962 قرر ميثاق العمل الوطنى تحويل المجتمع الرأسمالى فى مصر إلى مجتمع اشتراكى خلال ثمانى سنوات، كما تقررت مجانية التعليم فى جميع المراحل تمشيا مع مبدأ تكافؤ الفرص، ذلك أن التعليم فى النظام الرأسمالى لا يسمح فقط إلا للأغنياء بمواصلة التعليم، واكتساب الخبرات المعقدة. واستهدفت الخطة الخمسية الثانية فى أول يوليو 1965 الصناعة الثقيلة والادخار، وهذا معناه زيادة الإنتاج، وتوفير النفقات، بإنهاء استيراد المستلزمات الأساسية للإنتاج، وتشجيع التصدير حتى يصبح الميزان التجارى فى صالح الدولة، ويصبح الاستقلال مصونا. كما شهدت الستينيات التماسك الاجتماعى بفضل فلسفة المواطنة، وتذويب الفوارق الطبقية والدينية.

وعربيا كانت مصر قائدة الأمة العربية على طريق التحرر والوحدة والكرامة، وعمل ناصر على جمعها على كلمة سواء من خلال مؤتمرات القمة التى بدأت فى يناير 1964 بعد أن أدرك عجز الجامعة العربية عن فعل شىء بسبب نصوص ميثاقها غير الحازمة. واحتفظت مصر باستقلالها دون استقطاب لأطراف الحرب الباردة. ووافق البنك الدولى للإنشاء والتعمير فى مارس 1966 على تمويل بعض مشروعات الخطة الخمسية الثانية فى حدود 70 مليون دولار بعد موقفه المتخاذل فى موضوع تمويل السد العالى. ومن واقع القوة يطلب جمال عبدالناصر وقف الغارات الأمريكية على فيتنام رغم المساعدات الأمريكية، فلم يكن من الرجال الذين يضحون بمبادئ التحرر والاستقلال من أجل المعونة الاقتصادية. ولهذا كله كان لا بد من القضاء عليه بأى طريقة لما يمثله من قوة اقتصادية وإقليمية، فكان ما كان من عدوان يونيو 1967، ومع ذلك لم يستسلم للهزيمة، وبرحيله انطوت صفحة من حياة الشعب المصرى حقق فيها جمال عبدالناصر ما عجزت عن تحقيقه كل القوى السياسية فى مصر منذ بدأت الحركة الوطنية بزعامة أحمد عرابى ضد سيطرة الأتراك فى الجيش المصرى، ثم ضد الإنجليز منذ أيام مصطفى كامل.

أما إذا كان يقصد بالستينيات التى ما أدراك ما هى، إعدام سيد قطب، فإنه يكون قد أخذ موقفا ثأريا لجماعة الإخوان فى صراع على السلطة، فمن المعروف أن التنظيم الدولى للإخوان فى جنيف اتصل بسيد قطب بعد الإفراج عنه صحيا فى 1964 للقيام بانقلاب ضد عبدالناصر فكان ما كان، كما يعد تجاهلا لكل منجزات الستينيات فى العدالة الاجتماعية والكرامة، ولو استمرت ولم يمسسها السادات ومبارك بسوء لما كانت هناك ثورة 25 يناير.

أما لماذا نقول إنه تجنى على تاريخ الحركة الوطنية المصرية، فلأنه اختزل الذين زرعوا شجرة الحرية فى الإخوان المسلمين، وأغفل زارعين شرفاء منهم: أحمد عرابى، وعبدالله نديم، والشيخ محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وسعد زغلول، وأحمد حسين والشيوعيون.. وأحسب أن هذا الاختزال يضر بالمصالحة الوطنية مع التاريخ.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Anti-secularism

حكم عبد الناصر كان قمعي و كان ختامها مسك ( النكسة )

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح حسين

نسيت اهم انجاز

عدد الردود 0

بواسطة:

رباب

بشهادة أخوه

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

عصر النكسة والخيبة والطغيان

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

شعب بيشمت في زعيمه علشان اتهزم في قضية عادلة!!!(رجالها من من غلب...أيا كان)

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل و الآن عادل الأول

ثورة 23 يوليو المجيدة

عدد الردود 0

بواسطة:

samy

هذيان

عدد الردود 0

بواسطة:

صبري الباجا

عفوا ... خيانة الأخوان للحركة الوطنيةمنهجية بداية من المؤسس و مستمرة !!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الفتاح

جيل عشق العبوديه

عدد الردود 0

بواسطة:

د محمد على

الخلفية الفكرية للدكتور عاصم الدسوقى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة