أتفق قلبا وقالبا مع القوى والأحزاب السياسية التى دعت إلى تدشين التيار الثالث لمواجهة دعاوى الدولة الدينية والهروب إلى اللحظات الذهبية فى التاريخ هروبا من مشاكلنا وقضايانا الأكثر إلحاحا.
وأتفق أيضا ومعى كثيرون حول المبادئ الستة التى أعلنتها قوى التيار فى وثيقة المبادئ بدءا من إقامة الديمقراطية الكاملة على كل المستويات والعمل على إعادة انتخاب مجلس الشعب وفقا لقانون سليم، وبناء جميع مؤسسات الدولة على أساس ديمقراطى، وتشجيع مؤسسات المجتمع المدنى على أن يكون لها دور فاعل فى الحياة السياسية.
وأضف إلى ذلك التمسك بمدنية الدولة وما يعنيه ذلك من رفض للدولة الدينية والدولة العسكرية معا وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تحقيق مبادئ تكافؤ الفرص وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ورفض كل أشكال التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو النوع أو السن أو الطبقة الاجتماعية وضمان الحقوق الشخصية والعامة لكل لمواطنين، لكنى أتساءل ومعى كثيرون أيضا عن وسائل تنفيذ هذه المبادئ العظيمة وضمان عدم تحويلها إلى شعارات براقة مثلها مثل «الإسلام هو الحل»؟
الضمان الوحيد حتى لا تتحول مبادئ التيار الثالث إلى مجرد شعارات هو العمل مع الناس فى النجوع والكفور والقرى وفى المناطق العشوائية والخروج من القاعات المكيفة وندوات الخمس نجوم إلى الأزقة والحوارى ومقار الأحزاب والنقابات وبناء شبكة من الجمعيات الأهلية فى جميع مناطق الجمهورية يكون دورها الأساسى هو بناء الوعى بالحقوق والحريات وتكوين الشخصية المستقبلية للإنسان المصرى الذى نتمناه جميعا يعرف حقوقه وواجباته ويؤمن بأخيه الإنسان فى الوطن الواحد، ويعرف أن وطنه يتسع للجميع ويحتاج طاقات الجميع من أجل البناء وليس من أجل الصراع على أساس طائفى أو عرقى.
هل تنجح قوى التيار الثالث فى بناء قاعدة جماهيرية وحزبية تنادى بمبادئها، أم تظل أسيرة اجتماعات النخبة فى الغرف المكيفة؟ هذا هو التحدى والمصير.