سليمان شفيق

حتى لا تكون آخر رئيس مدنى منتخب

الخميس، 05 يوليو 2012 12:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيادة الرئيس محمد مرسى نهنئك لكونك أول رئيس مصرى مدنى منتخب فى تاريخ مصر، ذلك الأمر الذى يعطيك ما لم يأخذه غيرك من فرص، ويفرض عليك ما لم يهدد غيرك من مخاطر.. أما عن الفرص فهى تتلخص فى بناء دولة مصرية حديثة ذات مرجعية دينية ودستورية تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة وتقدم نموذجا جديدا يلخص خبرات الفشل والنجاح من محمد على وحتى حسنى مبارك، وتعود بمصر إلى موقع الريادة فى إقليم تعاد صياغته وفق سياق عولمى جديد.. أما المخاطر فهى تكمن فى الارتهان داخليا لجماعات المصالح الدينية التقليدية، والقيادات السياسية للطبقات الحاكمة أو المعارضة القديمة، سواء فى لجنة السياسات أو فى مكتب الإرشاد أو أحزاب المعارضة فى النظام السابق. كل هؤلاء على اختلاف توجهاتهم وتضحياتهم لا يدركون أن الثورات تخلق قطيعة معرفية مع إدراكات النخب القديمة، وهذه النخب إذا عدت إلى طريقها فسوف تقودك إلى الفشل.
سيادة الرئيس القضية أكبر من خطابات الطمأنينة لقطاعات الشعب المختلفة، على طريقة خطابات «الرئيس الراحل ياسر عرفات» التى كانت تعتمد على التعبئة النمطية فى عصور ما قبل ثورة الاتصالات والمعلومات، إن ما حدث يا سيادة الرئيس بعد ثورة 25 يناير لم يدركه أحد حتى الآن. قامت الثورة من تنظيم ودفع قوى شبابية حديثة ضمت أنساقا ثقافية حداثية دينية كانت أو تقدمية يسارية، ثم التحق بها ملايين من الشعب فى نموذج سلمى إعجازى، لكن القوى التقليدية القديمة وفى مقدمتها قوى الإسلام السياسى التى أفزعها تلك الأنساق الحداثية الثورية فأسرعت بالتحالف مع العسكر و«وكلاء التحالف الطبقى الحاكم السابق»، وأزاح التحالف الدينى العسكرى التحالف الثورى الحداثى من المركز إلى الهامش، ويبقى السؤال: هل يمكن لأصحاب الفكر الماضوى بمفردهم بناء المستقبل، أم من الأفضل عقد مصالحة حقيقية ما بين الدولة والثورة دون إقصاء لأى طرف؟
الفرصة مازالت سانحة، هل يمكن أن يضم البيت الرئاسى شباب الثوار من الإخوان والسلفيين والليبراليين واليساريين والقوميين، ومنهم بالطبع نساء وأقباط مثل الدكتورة هبة رؤوف والدكتور عماد جاد؟
سيادة الرئيس هل تستطيع أن تدعو منافسك أحمد شفيق للتشاور من أجل بناء المستقبل؟ هل تقدر على تعيين حمدين صباحى رئيس وزراء؟ هل يمكن أن نجد عمرو موسى وزيرا للخارجية؟ ومحمد سليم العوا وزيرا للعدل؟ ونحلم بسالى توما وزيرة للصحة؟ وعماد عبدالغفور وزيرا للتعليم؟ هل يمكن أن نجد خالد على وزيرا للقوى العاملة؟ وخالد يوسف وزيرا للثقافة؟ هل نتخيل إبراهيم عيسى وزيرا للإعلام؟ فى هذه الحالة قد نتمكن من صياغة دستور عصرى حديث، فى هذه الحالة لن تكون آخر رئيس مدنى منتخب.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة