تحدثت قبل أيام عن حادث مصر.. ثلاثة شباب، أثناء إبطالهم قنبلة بدائية كانوا يعدون لتفجيرها فى حال عدم فوز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية، وقلت إن الحادث لم يأخذ اهتماما كافيا بالرغم من خطورته ودلالاته الكبيرة نحو المستقبل، وقبل أيام وقع الحادث المأساوى بمقتل طالب هندسة السويس أحمد حسين عيد، أثناء وجوده مع خطيبته، التى قالت أنهم كانوا ملتحين يرتدون جلاليب بيضاء، وأن الذى نفذ الجريمة كانت ذقنه خفيفة، ولما شاهدها تجلس مع خطيبها قال لها: «انت إيه اللى مخليكى فى المكان الضلمة ده، امشى يا بنت»، وتعدى عليها بقول خارج، فنهره خطيبها، وتطور الأمر حتى أخرج «كتر» وطعنه، وفر هاربا.
أقوال الخطيبة حمالة أوجه، فحين تقول إنهم لم يتحدثوا بالدين، قد نصل إلى أن الشباب يتسترون باللحية والجلباب لتنفيذ جريمتهم، وحين تتحدث عن زيهم فقد نصل إلى أنهم شباب مهووس ومتهور، يرى أن العنف هو السبيل الوحيد للتغيير، وأن التغيير يبدأ بمحاربة السلوكيات التى يزعمون أنها خاطئة، مثل ملابس البنات، وخروجهن فى الساحات العامة بالشكل الذى رأوا عليه الشاب أحمد مع خطيبته.
وفى كل الأحوال نحن أمام جريمة مأساوية، استنكرتها كل قوى الإسلام السياسى، من سلفيين إلى إخوان مسلمين والجماعة الإسلامية، وهذا حسن، لأنه يدل على رفض شامل لمبدأ التغيير بالعنف، ورفض للتدخل فى الحريات الشخصية.
وبالرغم من ذلك فإن هناك ما يستوجب التوقف، فيما يتعلق بالإشارة إلى أن جهات أمنية هى التى تقف وراء الحادث، لغرض تشويه الإسلاميين، فهذا يعد استباقا لنتائج التحقيقات التى ينتظرها الجميع لإجلاء الحقيقة.
القضية بقدر خطورتها الاجتماعية لا تتحمل كل هذا القدر من العبث، بتوجيه الاتهامات لأطراف بعينها، قد تؤدى إلى احتقان يدفع إلى أخذ الثأر باليد، فحتى الآن ليس هناك ما يؤكد أن شبابا محسوبين «شكليا» على السلفيين فى تنفيذ الجريمة، وليس هناك ما يؤكد أن أطرافا محسوبة على الأمن هى التى نفذتها لأغراض سياسية، والحقيقة الوحيدة المتوفرة أن شابا فى عمر الزهور تم اغتياله بطريقة فجة، وأن رجلا فى عقد الخمسينيات شاهد الجريمة، ورفض تلبية استغاثة الفتاة، وفى حال ظهروه ستكون الكلمة الفصل عنده.