محمد الدسوقى رشدى

الرئيس «الشكاء»

السبت، 07 يوليو 2012 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عودة الكلام عن الأصابع الخفية لجهاز أمن الدولة لتعجيز محمد مرسى وتشويه الإسلاميين وتعطيل مشروع الـ«100» يوم الذى وعد به الرئيس الجديد، يبدو فى جزء كبير منه محاولة لصنع نوع جديد من «الشماعات» يتم تجهيزها لتعليق أى فشل أو تعثر رئاسى مستقبلى فوقها، وفى جزء آخر من نفس الكلام تبدو العودة للحديث عن جهاز أمن الدولة وباقى المؤسسات التى كانت تعمل فى خدمة نظام مبارك من أسفل الأرض عودة مشروعة ولكنها متأخرة مثل خطوة تفريق رموز نظام مبارك على سجون متفرقة اتقاء للشبهات إن لم يكن اتقاء للفتن وخططهم لحرق الوطن.

وحتى لا يمر الكلام عن أمن الدولة وهيكلة وزارة الداخلية كما مر من قبل مرور الكرام ويتحول الأمر إلى مجرد تغيير أسماء ووجوه بأسماء ووجوه أكثر إخلاصا وولاء للرئيس الجديد، لابد أن ندرك أن الأمور كلها الآن بين يدى الرئيس الجديد، هو القادر طبقا لتصريحاته التى قال فيها أنه يملك كل الصلاحيات أن يحمى الوطن من شر بقايا مؤسسات الفتنة بقراراته، الرئيس الذى نسب له أنصاره الدهاء والذكاء والقوة بعد خطبه فى التحرير وجامعة القاهرة والهايكستب هو المسؤول الآن عن حماية هذا الوطن ومستقبله من ألاعيب الأجهزة الأمنية الغاضبة سواء كانت أمن دولة أو مخابرات أو بقايا تجمعات للحزب الوطنى، فهو طبقاً لما صرح به صاحب القرار وبالتالى القادر على أن يوقع مجموعة أوراق أو يضع خطة للتخلص من أمن الدولة والألاعيب المخابراتية التى تهدد وجوده وتحاول تعجيزه كما يروج المروجون، وطبقاً لهذه المسؤولية فلا يجب أن نسمع من الرئيس أو أنصاره أى شكوى من خطط الدولة العميقة الشريرة أو ألاعيب أمن الدولة التى تهدف لتشويه صورة الأيام الأولى لحكمه.. لأن الرئيس مرسى هنا واجبه أن يقدم لنا حلولا وأن يضع الخطط مثلما فعل السادات للتخلص من مراكز القوى أو البؤر الفلولية التى تهدد مستقبل حكمه، لا أن يرتكن إلى الشكوى أو يدفع أنصاره إلى القول بأن هناك من يعطله عن تنفيذ ما وعد الناس به فى الـ«100» يوم الأولى.

السادات رحمه الله قال فى خطبة شهيرة إن عبدالناصر مات وترك رجله مقيدة فى شريط القطار، ولكنه لم يسمح لهذا القطار بأن يدهسه، ولم يطلب من الناس أن يساعدوه فى فك قيده، بل تحرك هو وبدأ ثورة حماية نفسه ونظامه الجديد بنفسه مغلفاً ذلك باسم جميل هو ثورة التحرير.

الناس فى مصر لا تنتظر من الرئيس أن يشكو لها قلة حيلته وكثرة المصاعب التى يتعرض لها من بقايا العهد البائد، الناس فى مصر تنتظر من الرئيس حلولا.. حلولا لمشاكله ومشاكلها، الناس فى مصر تنتظر من الرئيس أن يعلن فتح ملفات جهاز أمن الدولة ويعلن البدء فى تطهيره والتحقيق فى كيفية إعادة هيكلته وتحويله لجهاز «الأمن الوطنى» بدلاً من أن يكتفى بالقول هو أو حزبه بأن جهاز أمن الدولة يعمل ضد الرئيس.

أنا أشعر بالخجل للرئيس حينما أسمع تصريحات قيادات الحرية والعدالة التى تقول بأن أجهزة الدولة تعمل ضده، ليس فقط لأنها حجة قديمة لتبرير الفشل أو التعثر ولكن لأنها مهينة للرئيس نفسه الذى بيده الحل والعقد ويستطيع إن أراد أن يخرج بأحشاء هذا الجهاز إلى النور ليكشف أسراره وجرائمه.

حزب الحرية والعدالة الذى يشكو من جهاز أمن الدولة يعلم تماما أن الفترة الزمنية التى فصلت بين إعلان حل الجهاز وإعلان بدء جهاز الأمن الوطنى عمله فى المطارات والمحافظات المختلفة، شهر واحد وهى فترة لا تكفى لهيكلة حجرة واحد داخل هذا الجهاز.
وبالتالى لا يجوز أن يشكو الرئيس وحزبه وجماعته بل يجب أن يبدأوا فى هيكلة الجهاز وإعادة فتح ملفاته وتحقيق ما طالب به الجميع من قبل، بداية من نشر كل أسماء الضباط العاملين فى جهاز الأمن الوطنى الآن، ومراجعة ملفات الشكاوى بوزارة الداخلية والمراكز الحقوقية ودراسة ملفات كل ضابط، وتقييم أدائه فى المنطقة التى كان يعمل بها، حتى نضمن أن الذين عادوا إلى الجهاز هم أهل الكفاءة والشرف، وليس أهل الواسطة وملفات التعذيب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة