80% من الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب يمكن درؤها بالغذاء الصحى والرياضة، حيث تشهد البشرية اليوم «أزمة» عالمية فى صحة القلب. وتصنيف مشكلة أمراض القلب بـ «الأزمة» مبنى على أمرين مهمين، هما أن أمراض القلب هى السبب الأول للوفيات بين الناس فى كافة أرجاء العالم، وأن 80% من إصابات أمراض القلب يمكن الوقاية منها.
فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا تحت عنوان «الحقائق العشر حول التهديد العالمى للأمراض»، وأظهر أن أمراض القلب والأوعية الدموية هى السبب الأول للوفيات، بين الذكور وبين الإناث، على المستوى العالمى. وهى التى من نتائجها الإصابة بنوبات الجلطة القلبية والسكتة الدماغية. وعلى أقل تقدير، فإن 80% من الوفيات، فى عمر مبكر، الناجمة عن نوبات الجلطة القلبية والسكتة الدماغية، يُمكن منع حصولها عبر تناول الغذاء الصحى وممارسة الرياضة البدنية بانتظام والامتناع عن التدخين.
وترصد منظمة الصحة العالمية، من عام لآخر، تعدادا تقريبيا للوفيات العالمية، وأسباب حصولها. وضمن معلومات إصداراتها حول هذا الأمر، والتى تمت مراجعتها فى عام 2008، يبلغ حجم الوفيات العالمية حوالى 58 مليون شخص فى العام الواحد.
هذا ما يؤكده دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب قائلا إن أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب بنسبة حوالى 30% من جميع أسباب الوفيات، بين الذكور والإناث، وفى كافة الأعمار، وفى كل دول العالم مجتمعة. أى أننا نتحدث عن رقم وفيات سنوى يبلغ حجمه الفعلى حوالى 18 مليون إنسان. وتشمل هذه الأمراض خمسة عناصر رئيسية، وهى: أمراض شرايين القلب، وأمراض شرايين الدماغ، والأمراض الروماتيزمية، وتشير رابطة القلب الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، وغيرهما من الهيئات المعنية بصحة القلب وسلامة الحياة، إلى مجموعة من الأعراض التى قد تكون علامة ومظهرا لوجود وضع غير مستقر فى شرايين القلب. وهي:
• «انزعاج أو ألم بسيط أو عدم ارتياح» discomfort، فى منطقة الصدر. وغالبية حالات النوبة القلبية يكون فيها «انزعاج أو ألم بسيط أو عدم ارتياح» فى منطقة «وسط» الصدر. وقد يستمر لبضع دقائق متواصلة أو يزول ثم يعود مجددا. ومع ذلك، ثمّة بعض الحالات التى لا يكون فيها الألم بتلك الصفة، بل هو شعور بالضغط على الصدر أو الشىء الذى يعصر بالصدر أو الإحساس بالامتلاء فى البطن أو بالتلبك المعوى أو الحرقة فى منطقة المعدة بأعلى البطن. •قد تُؤدى النوبة القلبية إلى نوع من الألم فى المنطقة الممتدة ما بين الفك السفلى إلى حد السّرة بالبطن. أى ما يشمل الألم أو عدم الارتياح فى أى من العضدين أو الظهر أو ما بين الكتفين أو الرقبة أو الفك السفلى أو أعلى البطن.
• ضيق فى النفس، أو «كتمه» فى الصدر. وهذا الضيق قد يكون مصحوبا بألم الصدر أو غير مصحوب به.
* هناك علامات أخرى مصاحبة للألم، كإفراز العرق «البارد» على الوجه أو الصدر. أى غير العرق الطبيعى الناتج عن بذل المجهود البدنى أو التعرض للحرارة. وكالغثيان أو القىء، أو الدوار والدوخة.
وهذه العناصر الأربعة، على بساطتها فى العرض والفهم، هى الأساس فى إدراك مظاهر وعلامات الإصابة بالنوبة القلبية. وبالتالى فى القيام بالتصرف السليم لإنقاذ «روح» إنسان مُصاب بها، ولذا فإن التنبه البسيط لمظاهر النوبة القلبية يُعطى فرصة ذهبية لعلاجها فى وقت مبكر.
