يقول الحديث الشريف «الإيمان هو ما وقر فى القلب وصدّقه العمل» وبالأحرى فإن من يتكلمون عن شرع الله وشريعته أوائل المطالبين بأن يصدقوا إذا تحدثوا، وأن تصبح أفعالهم مرآة لأقوالهم، وإلا لا يلومن أحد إلا نفسه إذا ما قال الناس.. إن من يتحدث عن الدين والشريعة، ويدعى أنه يراعيهما، لا يفعل إلا ما يفعله التاجر الذى لا يأكل من بضاعته، وفقط يتاجر بها.
تذكرت هذا الحديث وأنا أتابع موجة التفزيع باسم الدولة العميقة وأمن الدولة التى تنتاب كل قيادات وأذرع الإخوان، ومن على شاكلتهم، فلا يكاد يخلو حديث لإخوانى إلا وابتدأه بما يسمى تخريب الدولة العميقة لمصر، مصورا نفسه وجماعته باعتباره حامى حمى مصر من الدولة العميقة، وفى ذات الوقت أتذكر ما قاله «محمد مرسى» وأكد عليه، من أنه لا ينتوى الانتقام من مؤسسات الدولة، وخاصة المخابرات وأمن الدولة.
والمقصود بالدولة العميقة التى يتشدقون بها، كما ذكرت سابقا، هو جهاز المخابرات بأفرعه، والذى لا أشك لحظة فى تبعية الكثير من أفراده للنظام السابق بحكم التنشئة والتكوين، لكن ما لا أشك فيه أيضا هو أن الجماعة ورجالها ونشطاءها وأعوانهم يريدون أن يحافظوا على الدولة القديمة بكاملها مع تغيير طفيف فى الانتماءات والولاءات، لنتحول من دولة «العائلة المالكة» لدولة «الجماعة المالكة»، ما يجعل حرب الإخوان على «الدولة العميقة» وهجومها عليها بهذا الشكل، معركة خاصة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الحقيقة التى يجب أن نشير إليها، هى أن ما يسمونه بالدولة العميقة فعلا.. يتدخل فى العديد من مسارات الدولة، لكن ليس بالشكل الضخم الذى يصورونه، لكنها أولويات الجماعة التى يريد الإخوان أن يحشدوا المجتمع كله ضدها، ولذا لم يكن من المستغرب أن تتكرر كلمة «الدولة العميقة» فى كل أحاديث الإخوان ومن تأخون، وكأنها أساس كل الشرور، وكأننا نتفنن فى خلق كائنات أسطورية، نلصق بها الاتهامات دون أن نواجهها، ليستمر مسلسل «الدولة العميقة».. تماما كما استمر مسلسل إلصاق الاتهامات التى تلاحق المتأسلمين بأمن الدولة، وكان أقربها إلصاق جريمة «السويس» بهذا الجهاز صاحب السمعة السيئة، ولنتذكر هنا ما قلته فى يوم الخميس قبل الماضى «28 يونيو»، قبل الكشف عن هوية المجرمين الحقيقيين أصاحب الانتماء الدينى، وكأنه من المفروض أن نضيف إلى شماعات الخيبة شماعة جديدة، فبعد «الطرف الثالث، والأيادى الأجنبية، والأصابع الخارجية، والقلائل المندسة» نشاهد الآن وبنجاح ساحق فيلم «أمن الدولة الملتحى»!!
أصبحت إذن «الدولة العميقة» هى موضة السنة، التى يلوكها الإخوان والمتأخونون فى أفواههم، كتسابيح الدراويش والصوفية، لتنضم إلى أشقائها موضات السنوات الماضية، وتصبح أحدث مولود فى متحف التضليل، مثلها مثل «الطرف التالت، الأيادى الأجنبية، والقلة المندسة، وأمن الدولة، والأيادى الصهيونية والأصابع الخارجية والأفعال الفردية، وفلول النظام السابق، الأجندات الأجنبية، والقوى الخارجية، ولإتمام الطبخة السوداء، يجرى الآن على قدم وساق تصوير المشاهد الأخيرة من مسلسل تشويه الإعلام والقضاء عليه، وبرغم أنه لا أحد ينكر ما للإعلام من خطايا وأخطاء، فإن ما لا يمكن تقبله أو استساغته هو أن يمر هذا المسلسل المشبوه أمام أعيننا دون أن ننتبه لخطورته، ولا يمكن أيضا أن نشاهد كل يوم حالة التخوين والتشكيك فى كل وسائل الإعلام التى تنتقد الإخوان، أو تكشف جرائم المتأسلمين دون أن نعى أننا أمام حالة سطو علنى على الوطن، ومن بدهيات السرقة أن يطفئ اللصوص النور.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
......
أكتر من رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
الاعلام الفاسد الباطل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
تشويه الإعلام!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
بديهيات السرقه
عدد الردود 0
بواسطة:
ا حمد جمال
كلام منطقي جدا