نحن الآن فى انتظار الحكومة، ولو لم يتم الإعلان عن تشكيلها النهائى فى الموعد المعلن عنه غداً، قد يتحول الأمر إلى نكتة، الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء يواصل مشاوراته، قبل العصر وبعد التراويح، مقابلات ولقاءات ودراسات، هناك من يقبل ومن يرفض. والتسريبات عن نسب لكل فصيل، الواضح أن التشكيل يواجه مشكلات، ليس فقط لأن الحكومة أمر ليس سهلا، الواضح حتى الآن أنه لم تكن لدى الرئيس محمد مرسى خطة واضحة لتشكيلات وزارية، ولا تصور لشكل الحكومة ومهامها، وبرنامج المائة يوم، وما يمكن أن تقدمه فى المدى القريب أو البعيد. الناس تتمنى ألا يكون الأمر كله ارتجالاً، وأن يكون هناك تخطيط وتصور، كل يوم يعلن رئيس الحكومة أنه انتهى من نصف التشكيل، أو ثلاثة أرباعه، وكل ما يراهن عليه الناس، أن تأتى حكومة متوازنة محترفة تبدأ عملاً حقيقيا لاستعادة الأمن كمقدمة لاستعادة الوضع الاقتصادى.. أن يتوقف الترشيح والتشاور ويتم غلق باب الترشح للحكومة.
وبمناسبة الارتجال، فقد كانت حملة و«طن نظيف» حملة وراءها نية حسنة، أن يشارك المجتمع كله فى مواجهة القمامة، لكنها تحت ضغط الاستعجال ورغبة البعض فى الاستعراض، تحولت إلى حملة دعائية مجردة، وأحياناً مستفزة للمجتمع الذى يجب أن تسعى لكسبه، كان يفترض أن تكون حملة النظافة جهداً تطوعياً إضافياً ينضم إلى باقى جهود الدولة، فالناس تدفع رسوم النظافة مرة على فاتورة الكهرباء ومرة للزبال التقليدى، وكان يفترض أن يعرف الناس مصير هذه الأموال والشركات التى تسرق أموالهم ولا تؤدى عمل، وأن يتم تحديد مواقف الزبالين التقليديين، والعلاقة معهم حتى لا يحدث صدام وحتى يمكن التوصل إلى حل لكل المشكلة من زواياها، لأنه لو لم يتم علاج مشكلة القمامة، فسوف تعود كل مرة مهما كانت الحملات.
الحكومة تتشكل، والمناصب تتوزع، وهناك مشتاقون من كل الجهات، والأطراف، بعضهم قدم السبت ويطلب أن ترد له الجماعة أو الرئيس مقابل الدفاع، وبعض هؤلاء يسعى بشكل مكشوف لحجز مكان أو منصب، وتجرى اتصالات تحتية يستجدى فيها المشتاقون مناصب. قضاة ومحامون وإعلاميون، اتخذوا مواقف يفترض أنهم اتخذوها بناء على قناعات، لكننا نراهم يطلبون المقابل كما كان يحدث من قبل.
وبهذه المناسبة فبعض أعضاء الجبهة الوطنية ممن ساندوا مرسى ما يزالون يمارسون البكاء والحزن على الاتفاق المسكوب، لكن بعض أعضاء الجبهة، يمارسون حالة من الاستجداء للمناصب، بشكل لا يخلو من فجاجة، نعرف أن بعض الكبار فى الجبهة رفضوا تولى مناصب، لكن بعض الصغار والانتهازيين المحترفين يمارسون الابتزاز، ويضغطون على الرئيس من أجل مناصب، مثلما فعلوا مع المجلس العسكرى من قبل، جلسوا معه وانقلبوا عليه، هؤلاء لا علاقة لهم بالجبهات ولا العمل المشترك، لكنهم مجرد انتهازية تسير على قدمين، وكما قلنا فالجبهة أفراد منهم الجيد ومنهم الانتهازى، والطيب والمشتاق.