كريم عبد السلام

إرهاب الإعلام

السبت، 11 أغسطس 2012 11:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما حدث من أعمال عنف وبلطجة أمام مدينة الإنتاج الإعلامى ضد الكتاب الصحفيين والإعلاميين رسالة واضحة من الإخوان لإرهاب الإعلام ودفعه لإيثار السلامة والتعبير عما تريده السلطة الحاكمة، لا عن الحقيقة، فالجماعة وحزبها يظنان أن امتلاكهما السلطة يعنى انتصارهما على قوى الشر وامتلاكهما الحقيقة المطلقة، وأى معارضة أو نقد لهما هو عودة للفلول وانقلاب على الثورة، بل وهجمة من الأشرار على الأخيار الأبرار المعصومين، وهى بالطبع تصورات لا تعتمدها إلا سلطة فاشية اعتادت قانون السمع والطاعة وترى المنتسبين إليها قطيعا واحدا لا صوت يعلو فيه إلا صوت التصفيق للقرارات التى تهبط من أعلى إلى القواعد الأدنى.

الغريب أن نفى قيادات الحزب والجماعة أى صلة لهم بالغوغاء المعتدين أمام مدينة الإنتاج، كشفه اعترافات وتصريحات أخرى لقيادات إخوانية ترى أن ما حدث «قرصة ودن وأمر جيد عشان الإعلاميين يتلموا لأنهم فاكرين إن على راسهم ريشة».

نعم ياسيدى، الإعلاميين على راسهم ريشة حتى لو أنكرها العميان فى الجماعة وحزبها، وهى ريشة لا تعنى التميز على خلق الله، وإنما تشير بوضوح إلى مسؤولية الكلمة باعتبارها أمانة لا تعبر إلا عما يستقر فى ضمير الكاتب من حقيقة أو رأى أو اجتهاد، يؤجر عليه مرتين إن أصاب، ومرة إن أخطأ، ولا يجب مقارعته أو محاسبته إلا بالرأى والحجة لا بالعصى وطلقات الخرطوش والسنج والحجارة.

الريشة على رأس الإعلاميين لن تكسرها الهجمة الشرسة على الصحف القومية والسيطرة عليها من خلال أذناب وتابعى الجماعة والمختارين على مبادئ حزب الحرية والعدالة سيرا على منهج غير المغفور له صفوت الشريف صاحب نظرية «على مبادئ الحزب الوطنى»، ولن يكسرها التهجم السافر على الصحف الحزبية والخاصة والقنوات الفضائية، ولن تكسرها محاولات ترزية القوانين للبحث عن حلول لتكميم أفواه النشطاء والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعى.

وإذا كانت قيادات الإخوان قد اعتادوا العمل بمنطق التراكات المتوازية، منهم من يقود حشود البلطجية التى يراد لها أن تكون مظاهرات عفوية ومنهم فى نفس الوقت من يتبرأ منها، فيما يسعى فريق ثالث إلى الدعوة للحوار والتفاوض، فإن هذه الحيل المحفوظة لن تنطلى على الإعلاميين تحديدا لأنهم وبحكم الريشة التى على رؤوسهم كاشفين ملاعيب شيحة وإخوانه التى تعتمدها الجماعة ويواجهونها بمهارة تستعصى على الاحتواء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة