عادل السنهورى

الإخوان ومنطق الفوضى

الأحد، 12 أغسطس 2012 08:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عدد من مؤيدى الدعوة إلى الخروج فى مظاهرات 24 أغسطس ضد جماعة الإخوان يبررون الخروج فى المليونية بما حدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامى والحشود من أنصار تيار الإسلام السياسى لترهيب الإعلاميين والقنوات الفضائية والاعتداء والإيذاء البدنى على الزميل خالد صلاح ويوسف الحسينى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، لمجرد أن عددا من الإعلاميين والقنوات الفضائية ينتقدون ويهاجمون جماعة الإخوان والرئيس محمد مرسى.. فإذا كان الاحتكام إلى الشارع واللجوء إلى فرض منطق البلطجة و«القطيع» و«الغوغاء» والعقول المغلقة والمظلمة التى تربت على منهج السمع والطاعة، فمن حق مجموعة من البشر لا يعجبها رأى فى صحيفة أو حكم فى محكمة أو مسؤول فى منصبه أن تخرج عليه وتتظاهر ضده وتستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة فى التعبير عن رفضها وعدم قبولها دون النظر إلى قانون أو دستور أو هيبة دولة برئيسها ومؤسساتها الأمنية والمدنية.

منطق الفوضى والغابة أصبح هو لغة الحوار الآن منذ التواطؤ والتساهل مع أنصار أحد مرشحى الرئاسة المستبعدين لمحاصرة مقر المحكمة واللجنة الانتخابية لمنع صدور حكم أو قرار باستبعاده، وهو المشهد الذى تكرر من أنصار جماعة الإخوان المسلمين فى حصار المحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة أثناء نظر حكم بطلان مجلس الشعب وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، فى سابقة خطيرة لم تشهدها مصر طوال تاريخها، كانت تنذر بالأسوأ القادم، وهو ما حدث فى حشود البلطجية أمام مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء على الإعلاميين بتعليمات وأوامر صريحة وواضحة من القيادات التى يضيق صدرها بانتقاد الجماعة ورئيسها ولا تعترف بحرية الرأى والتعبير حتى وإن كان به بعض التجاوز، ولا تعترف أصلا بشىء اسمه ديمقراطية، لأن ذلك ليس من تكوينها السياسى أو أدبياتها الفكرية ولا يهمها من الديمقراطية سوى الوصول من خلالها إلى الحكم وإغلاق الباب بعدها بطريقة الاستعمال لمرة واحدة، ويبقى فى النهاية حريتها فقط وقمع حريات الآخرين.

الشىء الذى يثير السخرية أن النظام السابق للرئيس المخلوع مبارك لم يجرؤ على القيام بحشد أنصاره للاعتداء على الإعلاميين بهذا الشكل الفج والوقح، إلا فى حالات فردية معدودة وطوال الثلاثين عاماً، فيما أن الجماعة التى لم يمر على حكمها سوى شهور قليلة اقترفت الكثير من الأعمال الترهيبية والعدوانية ضد حرية الرأى والتعبير، بما يهدد بعواقب «سودة» أكثر مما نراه الآن على يد الجماعة وأنصارها من ميليشيات الظلام والعقول المتحجرة التى قفزت على الثورة وتقطف ثمارها الآن.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة