ما إن انتهى السيد هشام قنديل رئيس الوزراء من مؤتمره الصحفى الذى شرح فيه أزمة انقطاع الكهرباء حتى انفجرت التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى بالإنترنت غير معترفة بما قاله قنديل ولا مستعدة لسماع إرشاداته ولا معتبرة لتهديداته ولا آملة فى وعوده، وأكثر ما أثار شهية التعليقات الساخرة هو نصيحة «قنديل» بأن تجلس الأسرة فى غرفة واحدة لترشد استهلاك الكهرباء مرتدية الملابس القطنية لتشعر بالبرودة، وقوله إن الترشيد هذا العام سيكون اختياريا، بينما سيكون فى العام المقبل إجباريا، فاتهمه الشباب بأنه يروج لإحدى شركات الملابس الداخلية القطنية، بينما علق آخرون على فكرة أن الترشيد سيكون إجباريا فى العام المقبل، مستنكرين أن يظل الرئيس والحكومة حتى العام المقبل.
وبعيدا عن أجواء الإفيهات والتعليقات الساخرة التى أصبحت بعد انتشارها وإتجار البعض بها تثير الكآبة ولا تثير الضحك، فقد وضح فى خطاب قنديل عدة ملاحظات أولها أنه غرق فى التبرير مستعرضا أرقاما تشتت المتابع وتستفزه، كما انتهج ذات النهج الذى كان يتبعه نظام مبارك فى إلقاء اللوم على المستهلك وعدم الاعتراف بالأزمة، هو بالمناسبة ذات التوجه الذى كان يتبعه مبارك موجزا إياه فى جملته الشهيرة «أجيب لكو منين»، وهو ما يدل على أننا فى حاجة ماسة إلى تغيير الخطاب السياسى وقواعده وابتكار حلول جديدة للأزمات القديمة، كما استغرق السيد رئيس الوزراء فى شرح مسببات الاستهلاك المتزايد للكهرباء متحججا بزيادة عدد السكان وزيادة عدد الوحدات السكنية الجديدة التى بنيت دون ترخيص، ولست أعرف ما وجه الاستفادة حينما أعرف أن الوحدات السكنية غير المرخصة، والتى تدل على تهاون الدولة وتقصيرها، هى التى تستهلك حقى فى الكهرباء، لكن أغرب ما قاله السيد رئيس الوزراء هو أن هناك بيوتا تحتوى على ستة تكييفات راجيا من أصحابها أن يقللوا عدد التكييفات، فى حين أن الواقع يقول لنا إن الكهرباء لا تنقطع بشكل مستمر إلا عن البيوت التى لا تعرف إلا المروحة الواحدة؟
بالطبع لم يكن هذا الخطاب موفقا، فما ينتظره الناس من حكومتهم أن تحل لهم مشاكلهم لا أن تزيدها، وهذه هى وظيفتها، كما تنتظر أن تحصل على الخدمة التى تؤدى رسومها وإن كان هناك أحد يحصل على خدمة أكبر فعليه أن يدفع أكثر، فالمساواة هنا يجب أن تكون حقيقية، بين رجل «صاحب مروحة واحدة» يحصل على ألف جنيه شهريا ويدفع عشر راتبه كرسوم للكهرباء ورجل يحصل على مليون جنيه شهريا «صاحب التكييفات الستة» ويدفع واحد على ألف من راتبه كرسوم، وهذا هو الظلم بعينه، أضف إلى ذلك أن أول من يقطع عنه الكهرباء هو «أبو مروحة» سواء كان هذا القطع فى المنزل الذى يسكنه أو فى المترو الذى يستقله وفى المستشفى التى يرتاده، أما «أبو أسطول تكييفات» فلا تنقطع عنه الكهرباء إلا قليلا وهذا هو الظلم الفاحش.
للمصادفة الموفقة، فقد تزامنت مشكلة انقطاع الكهرباء التى سار رئيس الوزراء الجديد فى حلها على طريقة النظام القديم، مع مشكلة أخرى هى تغييرات القيادات الصحفية للجرائد الحكومية التى سار فيها النظام الجديد على درب النظام القديم أيضا، وكما زاد الإظلام فى الكهرباء زاد الظلم فى التغييرات الصحفية، فرأينا رؤساء تحرير عديمى الموهبة مشكلين من منتخب الفلول والإخوان، ورأينا منع مقالات بسبب تدخل رقابة الإخوان على القيادات الجديدة التى رأت أن تتزلف إلى الجماعة بذبح كاتب أو اثنين من عينة الكاتبة الصحفية الكبيرة عبلة الروينى.
والظلمة بالظلم تذكر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
إنا لله وإنا أليه راجعون
في الثوره...
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صلاح
عندك حق
والله كلام معقول وانا اوؤيدك فى كل كلمة
عدد الردود 0
بواسطة:
مستشار سيدعبد الهادى
مرسى إستهل عصره بحجب الصحف و سحل المعارضين و تلفيق التهم لهم و إرهابهم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد البشبيشي
ذنبي ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
يستاهل
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد وهيب
لازم كل الناس تنزل يوم 24 اغسطس
لإيقاف هذه المهزلة الأخوانية ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مازلت مصرى
أحييك ........ إلى الأمام