«أكاد أشك فى نفسى لأنى / أكاد أشك فيك وأنت منى» هكذا صدحت الست من ستين سنة «1962» ولم تكن تدرى أنها أغنية رمضان 2012، فالكل يشك فى نفسه وفى أهله وفى أصابع أياديه ورجليه.. فما أسوأ أن تفقد الثقة بالجميع وكأنك غريب قطعوا عليك النور فلا تعرف من أين تأتى الأيادى الخفية وإلى أين تتجه ومتى ستقول «أى أى».. وهل من الأفضل أن تحمى وجهك أم تغطى قفاك أم تصون مناطق أخرى؟ تركز على حدودك الشرقية أم الشمالية أم شؤونك الداخلية المنيلة بستين نيلة.. أنت حتى لا تعرف من قطع النور لتلوص فى هذا السواد فهل هى وزارة الكهرباء أم لصوص الكابلات أم أنه نوع جديد من الإرهاب..
فهل نسمع فى القريب العاجل تصريحا من جماعة «شد الكبس» الجهادية بأنها وراء قطع النور عن الفجالة أو الزيتون.. لو جاءنا هذا التصريح لصدقه الشارع فلقد رمينا بلانا على الجماعات الإسلامية وكأنهم معقل الشر فى الكون كله ومسحنا فيهم كل الكوارث والمصائب والمشاكل.. والله يعلم أنى أبعد ما أكون عن فكرهم وأنى أرى فى الخلط بين الدين والسياسة ذنبا عظيما وأرضا خصبة للفتن فتختلط الأمور على العامة فلا يعرفون هل الخطأ فى حكم الدين أم فى حكم المتنكرين خلف قناعه.. ولكن لهثنا وإصرارنا على رمى كل البلاوى على التيار الدينى أو الإسلامى يستفزنى ولن يحل المشكلة بل سيعقدها أكثر.. فما أسهل أن نرمى عليهم كل جريمة لأن الفاعلين ملتحون أو يصرخون «الله أكبر» رغم أن اليهود قد يلتحون أو يؤجرون مرتزقة يصرخون بالله أكبر ومثلهم الفلول ورجال المخلوع وجذور الفساد المزروعة فى تلك الأرض منذ عشرات السنين.. وأنا معكم بأن الإخوان شرهون جائعون على السلطة وأيديهم تسبق الجميع لهبر الوليمة، ولكن ما مصلحتهم فى تكسير هيبة الدولة على الحدود أو فى قطع الكهرباء والماء والخدمات والدخول فى صراعات يومية مع الشارع حتى إنهم احتكروا دعاء الإفطار فكان كله عليهم طوال الشهر الكريم. رغم أنى أراهم أبرياء فى ذلك، بل إن ما يحدث من خلل وانكسارات متوالية فى خدمات الدولة وأداء موظفيها يدعوهم ويشجعهم على أن يبدلوا المسؤولين برجالهم الذين هم بطبيعة الحال أقل خبرة ومعرفة ببواطن الدولة ودروبها الخفية مما يزيد الطين بلة النظام الإدارى للدولة انغمس لثلاثين عاما فى فساد مبارك واكتشف أنه أصبح كالسمك لا يعيش إلا فى الفساد ومن حوله حيتان من رجال الأعمال ورؤوس الأموال التى ستنقلب موازينها لو استمر حكم الإخوان فقررت أن تقلب الشعب عليهم قبل أن ينقلبوا عليهم، لا لأن الإخوان صالحون متقون أو أن نظامهم عادل لا فساد فيه، بل لأن نظام الإخوان له رجاله ورؤوس أمواله التى تريد أن تحصل على النصيب الأعظم من الكعكة. كل هذا ونحن الضحايا الذين يدفعون الثمن مثلنا مثل الأيتام فى موائد اللئام.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد فؤاد
كله بيلعب لمصالحه
مفيش فرق بين الاثنين واحنابنتهرس ف النص