د. مصطفى النجار

رئيس الوزراء حين يربى الشعب

الإثنين، 13 أغسطس 2012 08:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت تصريحات السيد رئيس الوزراء عن مشكلة الكهرباء صادمة حيث قال إن ترشيد الكهرباء سيكون إجبارياً الصيف القادم وليس اختيارياً ونصح المواطنين بارتداء ملابس قطنية ونصح الأسرة المصرية بالجلوس فى غرفة واحدة لتوفير استهلاك الكهرباء!!

وعلى عادتهم فى السخرية والتندر دشن نشطاء التويتر هاشتاج للسخرية من تصريحات رئيس الوزراء ربطوا بينه وبين إعلان قطونيل الشهير الذى ما زال يثير جدلا واسعا، ولكن إذا أخذنا تصريحات رئيس الوزراء فى المؤتمر الصحفى على محمل الجد فإننا سنكون أمام سلبيات بالغة.

الأولى: طوال المؤتمر قدم قنديل معلومات عن الوضع الراهن وتوصيف له دون أن يخبرنا عن خطة حكومته لعلاج هذه المشكلة ولم يشر بشكل علمى إلى متى ستستمر المشكلة ومتى ستنتهى وفى هذا استمرار لحالة عدم الشفافية التى عودتنا عليها الحكومات السابقة.

الثانية: تهديد المواطنين بأن ترشيد الكهرباء سيكون إجبارياً الصيف القادم واستنكاره لامتلاك المواطنين لأجهزة تكييف متعددة وفى هذا تدخل غير مقبول فى الحريات العامة وحق كل مواطن فى تملك واستخدام ما يراه من أجهزة كهربائية طالما أنه يسدد للدولة رسوم استهلاكه، إذن فما يحصل عليه المواطن من الكهرباء ليس منة من الدولة ولا تفضلاً من رئيس الوزراء وإنما هى خدمة بمقابل، ومن غير اللائق لوم الناس على استخدام حقهم الطبيعى الذى يكفله الدستور والقانون، وعدم الالتفات إلى أن أصل المشكلة هو غياب التخطيط ودراسة الواقع المتغير الذى تزيد فيه احتياجات المصريين من الطاقة يومياً.

الثالثة: نصيحة قنديل للمواطنين بالتجمع فى غرفة واحدة وهذا تصريح فى قمة الاستفزاز لرئيس وزراء لا يعلم أن عدداً كبيراً من المصريين يعيشون أصلاً فى غرفة واحدة ويستخدمون دورات مياه مشتركة وهؤلاء أيضا يعانون من انقطاع الكهرباء وغياب الخدمات الأساسية.

السلبيات السابقة تعكس مؤشرات ليست جيدة فى أسلوب التعامل مع الأزمات، وتؤكد أن الأساليب القديمة مستمرة معنا بفشلها وعقمها وهذا المتوقع من حكومة غاب الخيال واتساع الأفق فى تشكيلها فأفرزت هذه البدايات غير السارة نريد من السيد رئيس الوزراء أن يتحلى بالمنهج العلمى فى إدارة الأزمات الذى يعنى الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث.. ثمة خطوات لابد من اتباعها لإدارة أى أزمة وهى:

أولاً: اكتشاف إشارات الإنذار وتشخيص المؤشرات والأعراض التى تنبئ بوقوع أزمة ما.
ثانياً: الاستعداد والوقاية.. وتعنى التحضيرات المسبقة للتعامل مع الأزمة المتوقعة بقصد منع وقوعها أو إقلال آثارها.

ثالثاً: احتواء الأضرار.. وتعنى تنفيذ ما خطط له فى مرحلة الاستعداد والوقاية والحيلولة دون تفاقم الأزمة وانتشارها. رابعاً: استعادة النشاط وهى العمليات التى تقوم بها الجهة المسؤولة لغرض استعادة توازنه والقدرة على ممارسة الأعمال الاعتيادية كما كانت من قبل.
خامساً: التعلم.. وهو المرحلة الأخيرة وهى بلورة ووضع الضوابط لمنع تكرار الأزمة وبناء خبرات من الدروس السابقة لضمان مستوى عال من الجاهزية فى المستقبل.

تعلمنا علوم الإدارة أنه (لا تختبر أى إدارة اختباراً جيداً إلا فى مواقف الأزمات)، ولذلك فإن إدارة أى أزمة هى المحك الذى يمكن من خلاله تقييم أى مسؤول وإدارته، نتمنى أن يتغير الأداء الحكومى المرحلة القادمة، وأن ننتقل من الأداء الارتجالى العشوائى إلى الأداء المنهجى العلمى المخطط والا فلننتظر أزمات ومشاكل ستتفاقم بلا حدود.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبد الرحمن

انتي سطحي اوي

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

كلام سليم

عدد الردود 0

بواسطة:

وجدى سالم

ام قويق

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن زهقان من الكلام الكتير

المرفهون المترفون

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماء

كلامك صح

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدعبدالجوادعمارة

النقد البناء

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد عبدالحليم

حرام اللي بيحصل في الشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

دعاء

لرقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد النجار ( مصر اولا )

جاءو برئيس وزراء لا يفهم حتى يستطيعوا ان يحركوه بسهوله

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

الموضوع اكبر من التكييف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة