أهالينا لهم مثل عبقرى يقول «الجواب يبان من عنوانه»، يعنى مش لازم نستنى حتى إقالة الدكتور هشام قنديل حتى نعرف إن كان أفاد البلد خلال فترة توليه رئاسة الحكومة أم لا، ويكفى أن نتابع تصريحاته لنعرف كيف يفكر الرجل وما هى إمكاناته التى يواجه بها تطلعاتنا لحكومة قادرة على التصدى للمشكلات المزمنة من توفير رغيف العيش إلى مواجهة القمامة المتراكمة فى الشوارع وانقطاعات المياه عن المزارعين، والبطالة وانقطاع الكهرباء وانتهاء بالانفلات الأمنى.
طبعا تطلعاتنا هذه لا تتعدى المستوى الأول من هرم الاحتياجات الذى يتضمن الانطلاق إلى نهضة شاملة فى الاقتصاد والبحث العلمى والصحة والتعليم والسياحة، لكن خلينا فى المستوى الأول من مواجهة مشكلات الأكل والشرب والكهرباء والنظافة. رئيس الوزراء الطيب خرج علينا بتصريحات فى غاية الغرابة تكشف أنه والحكومة فى مرحلة اعتكاف مستمر إلى ما شاء الله، ففى صباح الخميس الماضى وبعد فضيحة انقطاع الكهرباء عن المترو والبورصة قال قنديل إن السبب يرجع إلى انصهار الموصل الكهربائى بالشبكة الرئيسية عند محول العاشر من رمضان وأمر بتشكيل لجنة هندسية لمراجعة الموقف، قلنا ماشى تفسير منطقى، لكنه فى مساء اليوم نفسه، أعادنا إلى نظرية المؤامرة واتهم الطرف الثالث صاحب المصلحة والمستفيد من انقطاع الكهرباء.
يعنى يادكتور قنديل، ياراجل ياطيب هو السبب انصهار موصلات ولجنة هندسية أم طرف ثالث ومستفيد وأصابع خفية تلعب فى الشبكات؟ الطريف أن قنديل لم يتأخر فى الإجابة عن السؤال طويلا فبعد ساعات من تصريحيه المتناقضين، خرج علينا بموعظة غير حسنة على طريقة الرئيس المخلوع الذى كان يتمسك بشماعة الزيادة السكانية لمواجهة فشل سياساته وحكوماته المتعاقبة، وقال لنا بلهجة الناصح الخائف على مصالحنا «المواطنين الذين يمتلكون من 6 إلى 7 تكييفات فى المنزل الواحد، عليهم تخفيض هذا الكم، والتجمع فى غرفة واحدة مع ارتداء الملابس القطنية» ياسلام يادكتور، الله يفتح عليك نورتنا والله.
لم يكتف الدكتور قنديل بحرق دمنا بحكاية التجمع فى غرفة وارتداء الملابس القطنية على غرار إعلانات التلفزيون لكنه صدمنا بتصريحات ساحقة ماحقة ترقى إلى مستوى التهديد وقطع الطرق، بأن ترشيد استهلاك الكهرباء هذا الصيف «اختيارى»، لكنه سيكون فيما بعد «إجبارى»، هو ده اللى ربنا قدرك عليه يا دكتور، طيب فين شغلك أنت والحكومة الرشيدة، وفين الحلول غير التقليدية، وما فائدة الوزراء ورئيس الحكومة إذا كانوا سيفكرون ويتحركون مثل شيخ الخفر ورجالته؟
صحيح الجواب يبان من عنوانه