كل يوم بل كل ساعة تنزل الحوادث على رأس جموع المصريين كالصواعق، ولذلك يحتار المرء فى إجابة أسئلة العامة، وهذه الأسئلة تحاصرنى أينما ذهبت. ومن هذه الأسئلة التى حاصرتنى ما يلى:
السؤال الأول: هل هناك علاقة بين زيارة أمير قطر ومنحة المليارى دولار والقرارات الرئاسية بإقالة المشير وعنان أو إحالتهما للتقاعد«دلعاً» وكذلك إلغاء الإعلان الدستورى المكمل؟!
الثانى: هل هناك علاقة بين إجابة السؤال الأول وما يحدث للإعلاميين والصحفيين من سيناريو محكم لحصار المعارضة منهم أو غير المحسوبين على الإخوان، وهذا السيناريو بدأ بمذبحة مجلس الشورى ولم تكتب له كلمه النهاية بعد، حيث مر بمشاهد ساخنة منها قناة الفراعين ومهاجمة صحيفة الدستور ثم موقعة مدينة الإنتاح الإعلامى الإجرامى والنازى بتكسير سيارة الزميل خالد صلاح، ويوسف الحسينى والتحرش بآخرين من الإعلاميين الزملاء وهو ما استنكرته جميع منابر الرأى فى العالم.
الثالث: هل هناك علاقة بين إجابة السؤال الثانى وما خرج من هجوم كاسح ضد كل المعارضين للإخوان وحكم مصر من مكتب الإرشاد وكلام المرشد العام وكذلك كلام الهارب وجدى غنيم وسخريته من أقباط مصر ومن جيش مصر وهجومه على فكرة الوطن والمواطنة، وهذا الرجل يحتاج لوقفة ومراجعة لأنه منفلت العباءة ومحكوم عليه فى مصر فى عدة قضايا ومؤخراً طلب عفواً رئاسياً من الرئيس محمد مرسى وصدر تصريح رئاسى بأنه من ضمن المعفى عنهم وهو ما صدم الرأى العام العالمى والمصرى، وبدلاً من أن يحمد الرجل ربه ويأتى إلى مصر ليعتذر لشعبها الذى سبه وشتمه مراراً وتكراراً، وعودوا إلى كلامه وحواراته وتويتراته – بدلاً من كل ذلك تجده بعد الحادث الإهاربى الغاشم الذى راح ضحيته شباب مجندون أبرياء سالت دماؤهم على رمل سيناء نجده يخرج بتصريحات مستفزة، لقد كتب على تويتر يقول «الجيش المصرى يستحق هجمات القادمين على غزة لأن المجلس العسكرى صهيونى والمخابرات العسكرية عميلة لإسرائيل»، وأضاف: «إن إسرائيل كانت تعرف من المجلس العسكرى أن هناك هجمات لذلك حذرت رعاياها وطالبتهم بمغادرة سيناء» هل هذا كلام يدخل عقل طفل؟ ومن أنت لتحقر من الجيش المصرى والمؤسسة العسكرية وتتهم المخابرات المصرية بأنها عميلة؟ والمشكلة الآن ليست فى أمثال غنيم العائد قريباً إلى مصر بكل هذا الحقد ضد فكرة الوطن والمواطنة والداعى مثل صفوت حجازى وأقرانه للإمارات الإسلامية المتحدة، هؤلاء ليسوا مشكلة لأنهم واضحون ومحددو الهوية والتوجه، لكن مشكلة المشاكل فى المتحولين عن مواقفهم لجنى ثمار المرحلة، وهؤلاء أخطر من الفلول أنفسهم.. لذلك لابد للقوى الثورية الحقيقيين وأبناء التيار المدنى الليبرالى الشعبى أو المدنى أو أية تسمية أخرى أن يتكاتفوا جميعاً للحفاظ على هوية مصر وحضارتها فى هذه الحقبة المفصلية أمام طوفان خطفها من عملاء وأبناء حزب «طز فى مصر» نقول لهم: عاشت وستعيش مصر حرة مستقلة أبية ولا لتكميم الأفواه وقصف الأقلام وإغلاق القنوات. لا.. نقولها بكل قوة ضد طيور الظلام وأعداء الوطن!