أتمنى على رئيس الوزراء الجديد الدكتور هشام قنديل وهو فى أيامه الرسمية الأولى كرئيس لحكومة الدكتور محمد مرسى أن يراعى الظروف المعيشية الصعبة لملايين المصريين وأن يكون رجل أفعال لا أقوال، وألا يتحدث كثيرا إلا فيما يخص أداء حكومته وإنجازها على الأرض، لأن «المسألة مش ناقصة حرقة دم» بتصريحات تستفز مشاعر الناس فى هذا التوقيت بالذات، رغم التعامل مع هذه النوعية من التصريحات بالسخرية وإطلاق النكات للتخفيف من وطأة الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة وتزايد مشاعر الإحباط والخوف من المستقبل.
كلام الدكتور قنديل عن ترشيد الكهرباء بالجلوس فى غرفة واحدة وارتداء الملابس القطنية لمواجهة حرارة الطقس مازالت نبرة السخرية والغيظ منه تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعى حتى إن البعض اعتبر الدكتور قنديل هو الوكيل الحصرى لقطونيل فى المنطقة!
ومع ذلك يبدو أن رئيس الحكومة الجديد مصمم على الكلام المتواصل الذى يؤدى إلى رفع ضغط الدم وتدمير الأعصاب، فعقب أداء صلاة التراويح بمناسبة ليلة القدر بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين وعد المصريين «الوعد الحق» فى مواجهة الانفلات الأمنى المتزايد فى الشارع المصرى بعد تولى الحكومة الجديدة ووزير الداخلية الجديد، وطالبهم بالصبر إلى ما بعد عيد الفطر المبارك - وعليهم خير - لمواجهة الوضع الأمنى وانتشار الباعة الجائلين وتكثيف البؤر الإجرامية، يعنى علينا أن نتحمل المزيد من قطع الطرق والبلطجة والسطو المسلح والقتل إلى ما بعد العيد، إضافة بالطبع إلى أزمات انقطاع الكهربائى والقمامة ورغيف العيش والوقود وتدهور الخدمات الصحية وتوقف العمل بالكثير من المستشفيات الحكومية لغياب الأمن.
الناس انتظرت بعد تشكيل الحكومة الجديد تغييرا حقيقيا لواقع الحياة اليومية الذى أصبح كابوسا حقيقيا مزعجا يصحو عليه المصريون يوميا، على الأقل على المستوى الأمنى وحالة الفوضى والعشوائية التى أصبحت السمة العامة فى الشارع المصرى فى كل أنحاء الجمهورية، فوزير الداخلية الجديد اللواء أحمد جمال الدين ليس جديدا على الوزارة حتى نمنحه الفرصة للتعرف على قياداتها وأسلوب أدائها ثم يبدأ خطة العمل، فحوادث السرقة والسطو وقطع الطرق والاعتداء على أقسام الشرطة زادت بشكل لافت فى الأسبوعين الماضيين، كما أن عددا من الوزراء الجدد كانوا فى مناصب تنفيذية عليا مثل وزير الكهرباء ووزير المرافق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
